تعاني الدول الأفريقية كثيرا مع كل التغيرات الإقليمية أو العالمية، لكنها تظل، بشكل عام، الصيد الثمين الذي تتطلع إليه العديد من دول العالم، وخصوصا الولايات المتحدة والصين. يعود ذلك إلى مكانة القارة وغناها بمواردها الطبيعية ومقوماتها الاقتصادية وثرواتها المتنوعة ومعادنها النفيسة. وعلى الرغم من اختلاف أدوات كل منهما لتحقيق مصالحه، يثير النفوذ الصيني المتصاعد في القارة السمراء وعلاقته الوثيقة بالدول الأفريقية مخاوف أميركية كبيرة.
وتسعى الولايات المتحدة، بكل ما أوتيت من قوة، إلى مواجهة هذا التحدي الصيني، وللاستحواذ على أكبر قدر ممكن من خيرات القارة، ولإزاحة بكين عن عرشها الذي حافظت عليه لأكثر من 15 عاما. في المقابل، لا تقف الصين مكتوفة الأيدي أمام التحركات الأميركية الهادفة إلى الهيمنة.
وفي ظل هذا الصراع، تسعى أفريقيا إلى النجاة بنفسها من خلال تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، والتعلم من التجارب الناجحة التي أثبتت فاعليتها في تحسين أوضاع الشعوب. يتمثل ذلك في تعزيز الاستثمارات وتطوير البنية التحتية التي تساهم في الحد من الفقر وتحقيق التنمية الاقتصادية، مما يتيح للقارة أن تحقق مستقبلا أكثر استقرارا واستدامة. بعيدا من هذا الصراع، يعقد الأفارقة آمالا كبيرة على الصين، التي لا تملك تاريخا استعماريا مثل القوى الغربية.