استلمت الأحزاب السياسية في الجزائر، مسودات لقانون الأحزاب الجديد الذي طرحته الحكومة، لإثرائه وإبداء مواقفها منه واقتراح تعديلات تخص بنوده، ويرتقب أن تكون له آثار عميقة على المشهد السياسي في البلاد لا سيما أنه سيضع قواعد جديدة من شأنها وضع حد لـ"العهدة الأبدية" أو ما يعرف بـ"الزعيم الملهم".
وتضمن المشروع الجديد مجموعة من التعديلات، وكان في مقدمتها عدم السماح للقيادات بالبقاء أكثر من فترتين على رأس الحزب، ما سيضع حدا لحب "الزعامة" التي قتلت روح التجديد وحالت دون ريادة الشباب فيها رغم وجود زخم شبابي كبير في البلاد، فمعظم التشكيلات السياسية لا زالت تحتفظ في الصف الأول بزعماء لا تقل أعمارهم عن 50 عاما، ويأتي السياسي الجزائري مؤسس جمعية النهضة الجزائرية عبد الله جاب الله في مقدمة القيادات، إذ تخطى عمره 70 عاما، وتليه في العمر السيدة لويزة حنون التي تشغل منصب الأمين العام لـ"حزب العمال" اليساري، وتستحوذ على قيادة الحزب منذ أكثر من 20 عاما، ويتبعه عبد القادر بن قرينة السياسي والنقابي الذي تخطى سنه أيضا 60 عاما، في مقابل عدد قليل جدا من التشكيلات السياسية التي أسندت فيها القيادة إلى شباب من جيل سياسي جديد، على غرار جبهة القوى الاشتراكية التي يقودها يوسف أوشيش وهو قيادي شاب سطع اسمه في الألفية الأخيرة، عكس بعض الأحزاب التي فتحت باب التنافس بين قياداتها المركزية للتداول على السلطة داخلها وهو الحال بالنسبة لحركة مجتمع السلم (أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد).
ويفرض المشروع على الأحزاب "اعتماد الديمقراطية" في انتخاب قياداتها، حيث تقول المادة 37 من مشروع القانون إن
"مدة الولاية القيادية لا تتجاوز 5 سنوات مع إمكانية التجديد مرة واحدة فقط".