يكتب ميشال سير: "إذا كنتَ تمتلك خبزا وأنا أمتلك يورو، واستخدمتُ اليورو الخاص بي لشراء خبزك، في نهاية التبادل سأمتلك الخبز وأنتَ ستملك اليورو. يبدو أن هذا توازن مثالي، أليس كذلك؟ في البداية، كان لدى (أ) يورو ولدى (ب) خبز، وبعدها أصبح لدى (أ) الخبز ولدى (ب) اليورو. إنها معاملة عادلة، لكنها مادية بحت.
الآن، تخيل أنك تمتلك قصيدة للشاعر فرلين أو تعرف نظرية فيثاغوراس، بينما أنا لا أعرف شيئا من ذلك. إذا قمتَ بتعليمي هذه الأشياء، في نهاية هذا التبادل سأكون تعلمتُ القصيدة والنظرية، ومع ذلك ستستمر أنت أيضا في امتلاكهما. في هذه الحالة، لا يتعلق الأمر بتوازن فقط، بل بنمو حقيقي. في المثل الأول، أجرينا عملية تجارية، أما في الثاني، فقد تقاسمنا معرفة. في حين أن السلع المادية تُستهلك، فإن الثقافة تنتشر وتنمو بلا حدود".
أنا بمقدار تجاربي
في كتابه "الامتلاك أم الكينونة؟"، الذي حمل في ترجمته العربية عنوان "الانسان بين الجوهر والمظهر"، كان إيريك فروم جعل الامتلاك متعلقا بالأشياء، أما الكينونة فجعلها ترتبط بالتجربة. إذا اعتمدنا تحديده هذا، يمكننا أن نؤكد أننا أصبحنا اليوم نرغب في خوض تجارب أكثر مما نميل إلى امتلاك أشياء. نريد أن "نكون" أكثر مما نميل إلى أن نمتلك. فقدت المقولة القديمة للامتلاك: "أنا بمقدار ما أملك" صلاحيتها، كي تحل محلها المقولة الجديدة للتجربة: "أنا بمقدار ما أعيش من تجارب، وأستهلك من معلومات".