شهد العالم بأسره المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الأميركي دونالد ترمب في اليوم التالي لتوليه منصب الرئاسة. خلال المؤتمر، أعلن إطلاق استثمارات ضخمة تصل إلى 500 مليار دولار في مشروع "ستار غيت"، بالشراكة مع ماسايوشي صن، الرئيس التنفيذي لمجموعة "سوفت بانك" اليابانية، ولاري إليسون، الرئيس التنفيذي لشركة "أوراكل" الأميركية، وسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن أيه آي". وأكد ترمب أن هذه الاستثمارات تمثل خطوة محورية نحو تعزيز ريادة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
تُعتبر هذه الإعلانات ذات دلالة كبيرة، حيث تم الكشف عن جزء منها، ولا سيما استثمار بقيمة 100 مليار دولار من "سوفت بانك"، قبل مراسم التنصيب، وتحديدا خلال الفترة الانتقالية بين فوز ترمب في الانتخابات وتسلمه المنصب رسميا.
تعكس هذه الخطوة ثقة الشركات الكبرى في المناخ الاستثماري الأميركي، مما يعزز مكانة الاقتصاد الوطني ويخلق فرص عمل جديدة. علاوة على ذلك، يمثل مشروع "ستارغيت" نقلة نوعية في تزويد الولايات المتحدة القدرات التكنولوجية التي تمكنها من المنافسة عالميا، خاصة في مواجهة الصين في سباق التفوق التكنولوجي.
من المتوقع أن يساهم المشروع في خلق نحو 100 ألف وظيفة على مدار السنوات الأربع المقبلة، مما يجعله جزءا أساسيا من رؤية ترمب الاقتصادية. إلى جانب ذلك، اتخذ ترمب في أول يوم من ولايته قرارا تنفيذيا ألغى بموجبه قانونا أصدرته إدارة الرئيس بايدن في عام 2023، كان يُلزم الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي إبلاغ الحكومة عن أي أخطار تهدد الأمن القومي أو الصحة العامة أو الأمن العام نتيجة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
هذا الربط بين إطلاق مشروع "ستار غيت" وإلغاء قيود إدارة بايدن، يثير تساؤلات جوهرية حول نهج إدارة ترمب في التعامل مع صناعة الذكاء الاصطناعي. فبينما يرى البعض أن هذه الخطوات تعزز الابتكار وتوفر بيئة مواتية للاستثمار والتطوير، يخشى آخرون أن يأتي ذلك على حساب الضمانات التشريعية التي تهدف إلى حماية الإنسان من الأخطار المحتملة لهذه التقنيات. هل سيكون هذا التحول بداية لحقبة جديدة من التفوق التكنولوجي الأميريكي، أم قد يفتح الباب أمام تحديات جديدة تصعب السيطرة عليها؟
بداية ترمب القوية
مشروع "ستارغيت" مبادرة طموحة أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بالتعاون مع ثلاث شركات عملاقة هي "أوبن أيه آي" الرائدة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، و"سوفت بانك"، الشركة اليابانية المتخصصة في الاستثمارات التكنولوجية، و"أوراكل"، المتخصصة في الحلول السحابية وإدارة البيانات.