خلال مسيرته الطويلة، دافع الروائي السوري فواز حداد عن الضمير الذي آمن به، ففكك، وبحث وسرد في النسيج السوري الاجتماعي والديني والفكري وحتى الأمني، فماذا يقول حداد اليوم عن سوريا الجديدة بعد سقوط نظام الأسد، هو الذي كرس الشطر الأكبر من رواياته لمعاناة شعبه مع هذا النظام؟
- تناولت في رواية "السوريون الأعداء" الواقع السوري منذ مجزرة حماه في مطلع ثمانينات القرن الماضي حتى قيام الثورة في العام 2011، كيف تنظر إليها الآن بعد مضي عشر سنوات على إصدارها؟
أشعر بأنني فعلت شيئا، ربما كان جيدا، وفي الوقت المناسب على الضد مما جرى تداوله حينها، حول الانتظار كي ينتهي الحدث، لا أقل من عقدين أو ثلاثة، مما يتيح انكشاف الكثير من الحقائق المجهولة، فنحن لا ندري ما يدور وراء الأبواب المغلقة، وكواليس السياسات العربية والدولية، عدا كواليس القصر الجمهوري.
لم يتوقع أحد أن هذا الحدث سيمتد إلى أربعة عشر عاما، حتى أصبح مرشحا إلى سنوات في علم الغيب. في الأعوام الأخيرة، أصابنا اليأس، وبدا شعار النظام أكثر إقناعا وواقعية من تمنياتنا، استولى علينا، وكأنه باق الى الأبد.
الحدث السوري
في وقت مبكر، بدأتُ بالكتابة حول الحدث السوري، ولم أعتقد أنها مغامرة، رغم أن الاعتقاد الساري كان اعتبار رواية "الحرب والسلام" نموذجا يصح الاسترشاد به، كتبها تولستوي بعد مئة عام من غزو نابليون لروسيا، بعد ظهور الكثير من الحقائق.
في ذلك الوقت، كان ما يجري في القصر الجمهوري، ينعكس حقائق أمامي على الأرض، ولم تتخلف السياسات العالمية عنه، لكنها لم تكن في برنامجي إلا بقدر ما تهمني، كنت على إطلاع عليها. فالهدف ليس سياسيا، كان البشر. رأيي لو كان تولستوي موجودا في سوريا، لكتب عن الثورة في زمنها، طالما المعلومات متوفرة، ولديه موقف واضح إزاءها. وربما كان جزءا منها، وسيكتب عنها ببصيرة وحيادية.