تؤكد الكاتبة الأيرلندية مارتينا ديفلين أن الكتابة الروائية ليست مهنة بالنسبة إليها، بل حالة ذهنية. صدرت لها تسع روايات وكتابان غير روائيين ومجموعة من القصص القصيرة. تستكشف روايتها الأخيرة "شارلوت"، عوالم الكاتبة الأيرلندية شارلوت برونتي. حصلت على درجة الدكتوراه في الآداب من كلية ترينيتي بدبلن وألقت محاضرات هناك وفي جامعات أخرى عن الأدب الأيرلندي. حصلت على "جائزة الجمعية الملكية للأدب" عام 2012 وجائزة "هينيسي" الأدبية عام 1996 كما اختيرت "كاتبة العام" في الصحف الوطنية الأيرلندية عام 2011. هنا حوار معها.
- غالبا ما تتناول رواياتك موضوعات معقدة، مثل الأحداث التاريخية والعلاقات الشخصية. ما الذي يجذبك إلى هذه الموضوعات، وكيف توازنين بين الدقة التاريخية والسرد الإبداعي؟
أشعر بالانجذاب إلى النساء الملهمات، خاصة اللواتي كن ضحايا للتمييز ضد النساء أو الظلم، مثل النساء الثماني المتهمات بممارسة السحر في روايتي "البيت الذي حدث فيه ذلك"، التي تدور أحداثها في عام 1711 وتستند إلى قصة حقيقية، ولكني كتبتها بطرح جديد.
الشخصيات الحقيقية تترك أثرا، لذلك أستمتع بالغوص العميق في البحث. لكن في بعض الأحيان يبدو الأمر تطفلا. أيضا، بصفتي كاتبة، يجب عليّ اختيار الحقائق الأهم التي ينبغي إعطاؤها الأولوية . هذا يعني أن عليّ تفسير سلسلة من الأحداث، وهو ما ينطبق أيضا على المؤرخ الذي عليه التعامل مع الحقائق باحترام، أما الروائي فعليه التخلص من ثقل الحقائق والسماح للسرد بالتدفق. أشدد دوما على أن كتبي هي من نسج الخيال. وقد صنفت على هذا النحو، لذلك أكتب هذا التنويه في بداية رواياتي: "هذه القصة لا تدّعي أنها الحقيقة ولكنها مستوحاة من أحداث حقيقية".
الحقيقة والتحدي
- في كتاب "الحقيقة والتحدي"، تحتفين بحياة النساء اللاتي شكلن أيرلندا الحديثة. كيف اخترت النساء اللاتي كتبت عنهن في المجموعة؟
أرى النساء في هذه المجموعة القصصية كأعواد ديناميت، ولا تزال تداعيات أفعالهن تتردد حتى الآن. بفضلهن تستطيع النساء في أيرلندا التصويت والالتحاق بالجامعات والتمتع بالحماية في أماكن العمل. خطرت لي فكرة هذه المجموعة عام 2018 لأن الذكرى المئوية لتصويت بعض النساء في أيرلندا وبريطانيا كانت تقترب، وأردت أن أجد طريقة للاحتفال بهذه المناسبة. كانت الكتابة عن هؤلاء النساء بمثابة فعل من أفعال الحديث الباطني، لكنني لم أرد أن يكون ذلك مفتعلا. بالنسبة إلي، كان ذلك بمثابة تكريم. فكرت في من أعجب بهن ولماذا اخترتهن. عندما كنت أكتب القصص، شعرت بقوة أنني أتسلل إلى جلد كل شخصية منهن، شعرت أنني شخصية في قصة خيالية تجد معطف بجعة، وتجربه وتتحول. تجرأت في هذه المجموعة على تخيل عالم مختلف وكان عليّ أن أجد طريقة للدخول إلى عالمهن. مجازيا، استعرت ملابسهن.