أصبحت الطائرات المسيَّرة بجميع أشكالها وأنواعها جزءا أساسيا من الحروب والعمليات العسكرية، سواء في المهام الدفاعية أو الهجومية أو حتى في جمع المعلومات الاستخباراتية، وذلك لقدرتها على العمل من مسافة، بعيدا عن مناطق الصراع أو الخطر المباشر، مما يقلل الخسائر البشرية مقارنة بالوسائل التقليدية.
ومع التقدم الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت هذه الطائرات أكثر ذكاء في تحديد الأهداف ومسارات الوصول إليها وتدميرها، بالإضافة إلى قدرتها على العودة إلى قواعدها حتى عند انقطاع الاتصال مع المشغلين، مما يقلل الاعتماد على العنصر البشري ويعزز كفاءة الجيوش بشكل ملحوظ.
وفي الحرب الروسية الأوكرانية؛ أصبحت الطائرات المسيَّرة عنصرا أساسيا حيث يتزايد استخدامها بشكل يومي من كلا الطرفين، سواء في المجال الجوي أو البحري.
وأعلنت شركة "هلسينغ" الألمانية، التي تتعاون مع وزارة الدفاع الألمانية، توريد 4000 طائرة مسيَّرة من طراز HX-2 إلى أوكرانيا. تعتمد هذه الطائرات على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، مما يمنح الجانب الأوكراني ميزة تقنية إضافية في الصراع. وقد جاء هذا القرار بعد رفض ألمانيا توريد صواريخ "تاوروس" البعيدة المدى، لتجنب تصعيد الصراع المباشر مع موسكو.
قرار توريد الطائرات المسيَّرة يبرز دعم ألمانيا لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون هذه الطائرات ذات تأثير حاسم على سير المعارك؟ وما هي القدرات الفعلية التي تتميز بها؟ وكيف تستعد موسكو للتعامل مع هذا التهديد الجديد الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي؟
الأسلحة الذاتية
تُعدّ HX-2 طائرة مسيَّرة هجومية متطورة من الجيل الجديد، مصممة لتكون قابلة للبرمجة الجماعية والإنتاج بكميات كبيرة؛ وتتميز تلك المسيرة بقدرتها على التعامل مع الأهداف العسكرية المختلفة مثل المدفعيات والمركبات المدرعة والأهداف الأخرى في نطاقات بعيدة تتجاوز خط الرؤية، تصل إلى مسافة 100 كيلومتر.
تعتمد الطائرة على الذكاء الاصطناعي المدمج، مما يجعلها مقاومة للهجمات الإلكترونية المعادية. كما يمكنها البحث عن الأهداف، وإعادة التعرف اليها، ومهاجمتها حتى في حالة انقطاع الإشارة أو الاتصال المستمر. ورغم ذلك، يظل العنصر البشري جزءا أساسيا من عملية اتخاذ القرارات الحرجة لضمان التحكم الكامل.