فرض الفيلم الغنائي الفرنسي الجنسية الإسباني اللغة "إميليا بيريز"، نفسه بقوة على المشهد السينمائي منذ أواخر العام الماضي، بعدما طرحته شبكة "نتفليكس"، المساهمة في إنتاجه على منصاتها في الخارج. قبل إتاحته للعرض الجماهيري، كان حصل على ثلاث جوائز من مهرجان كان السينمائي (أفضل ممثلة، وجائزة خاصة، وجائزة شريط الصوت)، ثم في "غولدن غلوبز" (أفضل فيلم غير إنكليزي، وأفضل أغنية وأفضل ممثلة مساعدة زوي سالدانا)، إلى جانب منافسته أخيرا في 13 فئة ضمن مسابقة الأوسكار، وغيرها من الجوائز والترشيحات.
الفيلم الذي يجذب ملصقه العين بألوانه الدافئة، وتصدر ثلاث نساء في بعض نسخه، من بينهن ممثلة عابرة جنسيا (ترانس) هي كارلا صوفيا غاسكون، يقدم عالما بصريا ونفسيا غريبا وحيويا، جاعلا من موضوعه الأساس حكاية تحول، نصف خيالية نصف حقيقية، لزعيم عصابة مخدرات في المكسيك، من رجل إلى امرأة.
انقسام حاد
لا منطقة وسطى بالنسبة إلى تلقي "إميليا بيريز"، فإما أن يكون الفيلم الأحب عند البعض، وإما الفيلم الأبشع عند البعض الآخر. تغذي هذه القطبية، وانقسام الآراء حوله، حالة من التطرف الفني الذي يمارسه مخرجه ومؤلفه السينمائي الفرنسي جاك أوديار. هو الذي يبدو هنا، كأنه ينفذ حلما رآه في منام، بتبذير تام، وشجاعة وإغراق. عالمه السينمائي يرسمه في بلد لا يعرفه، هو المكسيك، يؤسّس له في مدينة حقيقية إنما ليس تماما (مكسيكو سيتي)، ويختار ممثلين غير إسبان في مجملهم، مع أن الإسبانية هي اللغة التي تدور بها غالبية الحوار في الفيلم. أوديار المساهم في الإنتاج، اقتبس القصة من أوبرا بالعنوان نفسه، ورواية للكاتب بوريس رازون بعنوان Écoute.