أخلت الفصائل المقربة من إيران، بعض مواقعها خوفا من استهدافها في الأيام المقبلة، مع استلام الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب مهامه.
فقد بدأت الفصائل العراقية بإعادة ترتيب أوراقها عقب تراجع "محور المقاومة" في سوريا ولبنان، وتلقي رسائل أميركية تدعو إلى تفكيك تلك الفصائل وتشديد السيطرة على الحدود العراقية- الإيرانية لمنع تدفق السلع التي يستفيد منها النظام الإيراني رغم العقوبات الدولية. وفي ضوء هذا الضغط، غادر بعض قادة الفصائل البلاد متوجهين إلى إيران ودول أخرى.
وصرح زعيم "تيار الحكمة" عمار الحكيم، مؤخرا عن عزم الإدارة الأميركية الجديدة اتخاذ إجراءات ضد بعض القوى المنضوية في "الإطار التنسيقي"، بسبب امتلاكها فصائل مسلحة. وأوضح الحكيم أن الاستهداف "لا يرتبط بانتماء هذه القوى إلى الإطار التنسيقي فحسب، بل بامتلاكها لفصائل عسكرية"، في إشارة إلى فصائل مثل "منظمة بدر"، و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب حزب الله"، و"كتائب سيد الشهداء"، وغيرها. وهي جهات تشكل جزءا من الإطار التنسيقي، الذي يضم غالبية القوى السياسية الشيعية.
وفي زيارته الخامسة إلى طهران منذ توليه المنصب، سعى رئيس الحكومة محمد شياع السوداني إلى ترتيب أوضاع الفصائل، حيث ناقش سُبل تقليص أي تدخل عسكري أميركي يستهدف إقصاءها من المشهد عبر دفعها للانكفاء داخليا. وقد ترافقت تلك التحركات مع تصاعد المطالب بحل "الحشد الشعبي" ودمجه في القوات الأمنية، وهو ما يواجه رفضا كبيرا من معظم القوى السياسية الشيعية التي تمتلك فصائل مسلحة وتستثمرها في مشاريعها الخاصة، في حين تتلقى هذه الفصائل تمويل رواتبها من الخزينة العامة.
وفي المقابل، جاءت الرسالة الإيرانية واضحة عندما أعلن المرشد علي خامنئي رفضه حل "الحشد الشعبي"، مؤكدا أنه أحد أهم عناصر القوة في العراق، وأن المحافظة عليه وتعزيز دوره يُعد أمرا ضروريا.
وقال المتحدث باسم "كتائب سيد الشهداء" كاظم الفرطوسي، في حديثه لـ"المجلة"، إنه لا توجد أي مطالباتٍ رسميةٍ من قبل الحكومة العراقية لحل "الحشد الشعبي"، وأن ما يُثار في هذا الخصوص مجرد رغباتٍ لدى بعض السياسيين ولا قيمة لها، مؤكدا أن "الحشد الشعبي" يُعَد مؤسسة عسكرية خاضعة للقائد العام للقوات المسلحة ومشرعة بقانون رسمي.