يتنافس ملفان على جذب الأضواء في لبنان. الأول هو ملف الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، أما الثاني فملف تشكيل الحكومة الأولى في عهد الرئيس الجديد جوزيف عون والتي كلف بتشكيلها القاضي نواف سلام.
في الملف الأول، من المفترض أن يتم انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل يوم الأحد المقبل بعد مرور ستين يوما على دخوله حيز التنفيذ، في وقت تتضارب فيه التسريبات بشأن نوايا إسرائيل لتمديد احتلالها لمناطق في الجنوب اللبناني وقتا إضافيا. وتشير بعض هذه التسريبات إلى أن الجيش الإسرائيلي ينوي الانسحاب من القطاعين الأوسط والغربي في المهلة المحددة، لكنه "يحتاج" إلى البقاء وقتا إضافيا في القطاع الشرقي. كما أشارت تسريبات أخرى إلى أن إسرائيل كانت قد حصلت على موافقة الإدارة الأميركية السابقة لتمديد بقاء جيشها في جنوب لبنان عن مهلة الستين يوما، لكن إدارة الرئيس دونالد ترمب تضغط عليها لتنفيذ الانسحاب في لبنان وفق تلك المهلة. بالتالي فإن هذا الملف الشائك والذي يبقي جرح الحرب مفتوحا وتداعياتها مستمرة لا يزال يكتنفه الغموض، في وقت لم يعرف بعد كيف سيتصرف "حزب الله" في حال مدد الجيش الإسرائيلي احتلاله للقرى اللبنانية، أو في حال كرس وجوده في نقاط محددة في ظل تسريبات عن طلب إسرائيل الاحتفاظ بخمس نقاط عسكرية داخل الأراضي اللبنانية وعن نيتها تمديد مهلة انسحاب جيشها 30 يوما أخرى.
الموقف الرئيس لـ"حزب الله" في هذا الصدد كان على لسان أمينه العام نعيم قاسم الذي هدد إسرائيل، منذ أسابيع، بأن "الحزب" لن يقف مكتوف الأيدي في حال استمر الجيش الإسرائيلي في خروقه لاتفاق وقف إطلاق النار وماطل في انسحابه من الجنوب اللبناني، وأشار إلى أن "الحزب" يحتفظ لنفسه بتوقيت الرد قبل انتهاء مهلة الستين يوما أو بعدها. لكن هذه المهلة شارفت على نهايتها ولم يقم "الحزب" بأي رد فعل على الخروق الإسرائيلية للاتفاق، فهل يتحرك "الحزب" بعد انتهاء المهلة في حال قررت إسرائيل إبقاء جيشها وقتا إضافيا؟ أم يكون تمديد هذه المهلة خاضعا لتوافقات ضمنية كما حصل عند توقيع الاتفاق الأساسي في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024؟