لم يبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من خلال السيل العارم من الأوامر التنفيذية التي أصدرها في اليوم الأول من ولايته، الحرب التجارية المقبلة بشكل مباشر، مما أتاح للأسواق والمستثمرين في العملات الشعور بالطمأنينة. وكذلك هدأ بال كندا والمكسيك نحو ثماني ساعات فقط، راح بعدها الرئيس العائد يكيل لهما تهديداته.
غير أن أمره التنفيذي الواسع النطاق في شأن التجارة مهد الطريق لتحقيق الوعود كافة التي أطلقها خلال حملته الانتخابية، حيث دفع نحو مراجعات وتحقيقات ضرورية لفرض تعريفات جمركية واسعة النطاق على الصين وبقية دول العالم. ومع تحديد الأول من أبريل/نيسان كموعد نهائي لإنجاز غالبية المراجعات والتحقيقات، فإن العد التنازلي قد بدأ بالفعل لكي تتخذ الإدارة خطوات مبكرة لتنفيذ أجندة ترمب التجارية العقابية.
ينقسم الأمر التنفيذي بشكل أساسي إلى جزءين: الصين، وبقية العالم. مع ذلك، هناك اختلاف مثير للاهتمام يميزه عن الكثير من الإجراءات الأخرى التي اتخذها ترمب والتي تراجعت بشكل صريح عن القواعد واللوائح والتفويضات الصادرة في عهد بايدن. يتمثل هذا الاختلاف في أن بعض الإجراءات التجارية المخطط لها تحافظ على التدابير التجارية التي اتخذتها إدارة بايدن وتبني عليها، ولا سيما تلك التي تتعلق بمكافحة ممارسات الصين التجارية غير العادلة وتعزيز ضوابط التصدير الأميركية.