معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025... الرواية تتصدر والقصة القصيرة تنتعشhttps://www.majalla.com/node/324010/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-2025-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D8%B9%D8%B4
ينطلق اليوم معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، تحت شعار: "اقرأ... في البدء كان الكلمة" وتقام فعالياتها الثقافية في الفترة من 23 يناير/ كانون الثاني الجاري حتى 5 فبراير/ شباط، بمركز مصر للمعارض الدولية، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف هذه الدورة، واختير اسم الدكتور أحمد مستجير العالم والأديب المصري، شخصية المعرض، واسم الكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل.
وأعلنت وزارة الثقافة المصرية أن دورة هذا العام تشهد عددا من التطورات والتغيرات وتواكب حركة النشر العالمية، إذ استضيف أكثر من 10 دول تشارك للمرة الاولى في هذه الدورة، ويبلغ عدد الناشرين 1345 ناشرا من 80 دولة حول العالم ، وتشمل فعاليات المعرض إقامة 600 فعالية ثقافية موزعة على أيام المعرض العشرة، ومن أهم الفعاليات التي أعلنتها الوزارة حملة مليون كتاب، وصالة خاصة للكتب المخفضة التي تسعى من خلالها لتوفير العديد من الكتب والإصدارات بأسعار زهيدة لمواجهة غلاء الأسعار.
نستعرض هنا بعض المختارات من إصدارات عدد من دور النشر المصرية في معرض هذا العام، بين الروايات والقصة القصيرة، إلى الأعمال الأدبية خارج التصنيف.
الروايات
"في نهاية الزمان" لـعادل عصمت
البداية في هذه الرواية الصادرة عن "الكتب خان" من قرية صغيرة تحمل في طياتها تاريخ مصر الحديث. من خلال عيون شخصيات متنوعة، يستعرض عادل عصمت عددا من التحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها مصر على مدار عقود، مشكلا لوحة غنية بالألوان الإنسانية. تدور الأحداث في إطار يجمع بين الصراع والأمل، حيث يتقاطع مصير الأفراد مع التاريخ العام، كل شخصية تمثل فصلا من فصول الحياة، تعكس آلامها وأفراحها، وتظهر كيف تتداخل الأحلام مع الواقع. بأسلوبه السلس والواقعي، يغوص عصمت في تفاصيل يومياتهم، ليجعل القارئ يشعر بحيوية المكان وعمق العلاقات.
600 فعالية ثقافية موزعة على أيام المعرض العشرة، وحملة مليون كتاب، وصالة خاصة للكتب المخفضة
تستكشف الرواية قضايا الهوية والانتماء والبحث عن الذات، وتسلط الضوء على قوة الكلمة كأداة للتغيير. في زمن تتلاشى فيه الحدود بين الواقع والخيال، تظل "في نهاية الزمان" دعوة للتأمل في الجذور، والتفكير في المستقبل.
"مراد العارف" لأحمد صبري أبو الفتوح
تأخذنا الرواية الصادرة عن "دار الشروق" في رحلة الألم والطموح، لنتتبع ثلاث شخصيات، مراد الصحافي الذي يتقن الكتابة عن الآخرين لكنه يعجز عن كتابة روايته الخاصة، ليلى التي مرت بالعديد من الحوادث المؤلمة قبل أن تصبح أيقونة في فن التاتو وزينة العرائس، وهبة الله الشابة المتزوجة من رجل مسن هربا من الفقر، لتكتشف أنها رهينة زواج بلا حب أو إنجاب. تتشابك مصائر الأبطال الثلاثة معا في سرد مشوق، يكشف الكثير عن آلام البشر الذين يقتلهم الطموح في عالم لامبال.
"بخلاف ما سبق" لعزت القمحاوي
يعود الروائي عزت القمحاوي في هذه الرواية الصادرة عن "المصرية اللبنانية" إلى شخصية سامي يعقوب الذي كان بطل روايته منذ ست سنوات، ليخوض به رحلة جديدة، ولكن تلك الرواية "بخلاف ما سبق" كما يدلل عنوانها، ربما تغوص في أعماق سامي يعقوب ذاته، حيث يضطر إلى مغادرة شقته التي عكف على الاختباء فيها لمدة شهرين وعشرة أيام. وإذ لم يشأ المغادرة، يضطر لذلك بعد إخباره بأن عليه التوجه إلى "تل المساخيط" كي يتسلم بستانا منسيا كان لجده. ويشاء القدر أن تكون له في تلك البقعة المنسية رحلة ربما تغير حياته بأسرها.
"مجانين أم كلثوم" لشريف صالح
تجربة روائية ثالثة مختلفة لشريف صالح عن "المصرية اللبنانية"، لا تقدم توثيقا لروائع "الست" (أم كلثوم)، وإنما هي محاولة جدية لرسم سردية جديدة لأغنياتها التي باتت في دماء الشعب العربي بأكمله، كجزء من الهوية الثقافية المصرية والعربية. كما نرى في هذه الرواية جمهور "الست" العريض كجزء أصيل من الحكاية والسردية التي يقدمها لنا الكاتب والصحافي شريف صالح. "الست" التي كان صوتها ولا يزال يمثّل الموسيقى التصويرية لمشاعرنا كافة في الحياة، هي ملاذ العاشقين ومن أصابهم الهجر والفقدان. فنحن جميعا بشكل أو بآخر من عالم "مجانين أم كلثوم".
"ملحمة المطاريد" لعمّار علي حسن
عن "المصرية اللبنانية" أيضا، يعود الباحث السياسي عمار علي حسن إلى السرد الروائي، ليقدم هذه المرة ثلاثية روائية تتخذ من ريف مصر العامر بالحكايات مكانها، فيما يمتد زمانها خمسة قرون، تحديدا منذ أوائل القرن الخامس عشر الميلادي حتى عام 1919، وفكرتها الأساسية هي الصراع على الأرض والمكانة بين البشر، وحلم العودة الذي يسكن رؤوس وقلوب ونفوس عائلة أجبرت على ترك قرية أسستها، وساحت في البلاد، دون أن ينسى الأحفاد وصية الأجداد التي تطالبهم باستعادة ما كان لهم من أرض وجاه وصيت.
تنقسم الملحمة ثلاثة عشر فصلا، كل منها يحمل جزءا، أو حكاية ضافية متصلة من مسيرة عائلتين متصارعتين في قرية متخيلة تقع في صعيد مصر، ومنها يمتد تنقل أفراد العائلتين في رحلة مطاردة قاسية من المنيا شمالا وحتى أرمنت جنوبا، وبين جبال هضة البحر الأحمر والصحراء الغربية الموازية لهذه المساحة في الوادي الخصيب، ثم إلى القاهرة حين ينتقل بعض الأبناء للدراسة في الأزهر، وآخرون للهروب من العار، أو لبيع المحاصيل وشراء العبيد من سوق الجلابة.
"بالحبر الطائر" لعزة رشاد
بعد غياب نحو 10 سنوات عن الكتابة الروائية، تعود القاصة والروائية عزة رشاد الى السرد برواية "الحبر الطائر" عن دار "الكتب خان" وهي رواية لا تكتفي بكونها تنتمي الى الأدب النسوي، الذي يكتب في قلب مرويات أربع سيدات، وينحاز الى الوجود الإنساني بحضوره الأنثوي، لكنها أيضا تتكلم عن خدعة الشرق والغرب من خلال استحضار ثلاث مدن كبيرة هي لندن ونيويورك وباريس، لتعرية وكشف الفرد الحديث في هذه البلاد بعيدا عن سرديات كليشيهية مسبقة.
تدور حكايات السيدات الأربع بطلات الرواية، متداخلة مع حكايات لأشخاص آخرين، لتأخذنا في دوامات عوالم الهجرة، أو الخروج إلى الغرب، لتطرح سؤالا عن عوالم معاصرة ومغايرة تترابط كلها في شبكة كبيرة داخل العالم الافتراضي وعلى أرض الواقع.
"فوق رأسي سحابة" لدعاء إبراهيم
في روايتها الأحدث الصادرة عن "دار العين"، تستمر الروائية دعاء إبراهيم في رسم شخصيات مكلومة بوجع الماضي. تتأثر البطلة بحياتها المأسوية مع أمّها وخالها وجدتها، ولا تغفر لأبيها تركها في هذا المستنقع وابتعاده عنها ربما الى الأبد. تجتر المأساة وتختبر حدودها داخل ملابس الخجل والسكون، لكن أسفلها تتحرك الرياح الهادرة وتكشف عن وحش عملاق لا يتردد في قتل كل من يقف بطريقه. تنتقل الفتاة إلى اليابان لتعيش مع أبيها في صدفة قدرية، وتنتقل الأحداث إلى بلاد غريبة، حيث تأخذنا الكاميرا إلى واقع جديد، تتمكن الفتاة من اقتحامه والسير في أدغاله بخطى ثابتة.
لاحظ الكثير من القراء والمراقبين عودة المجموعات القصصية، واهتمام عدد من دور النشر بها وبدا ذلك واضحا في إصدارات هذا العام
للروائية دعاء إبراهيم قدرة واضحة على خلق الشخصيات من عدم، ووضعها داخل عقدة لا يمكن الفكاك منها، فنرى معها عمق الهاوية ونستشف خطرها. في هذه الرواية نتأرجح بين الرغبة والحرمان، الملائكية والشيطانية القديمة قدم الخلق. ونلتمس الأدب وهو يخط حروفا تلو الأخرى ليرسم الحياة.
انتعاش القصة القصيرة
لاحظ الكثير من القراء والمراقبين لحركة النشر عودة المجموعات القصصية، واهتمام عدد من دور النشر بها الذي بدا واضحا في إصدارات هذا العام، ومن هذه المجموعات تنشر "دار الشروق" ثلاث مجموعات قصصية دفعة واحدة للكاتب الكبير محمد المخزنجي "رائحة الشمس" خمسون أقصوصة. أقاصيص بعضها بالغ الإيجاز وبعضها طال قليلا، كما تعيد نشر مجموعة "الموت يضحك"، و"المجد للعواجيز والفخا"، وهي تجربة في كتابة المقال القصصي قدمها المخزنجي منذ سنوات، واختفى ورأى أنه قد آن وقت استعادته واكتماله ونشره.
كما تصدر مجموعة "لسان عصفور" للروائي والقاص حسام فخر، ومجموعة "حارسة الحكايات" للروائي إبراهيم فرغلي.
وتصدر "بيت الحكمة" عددا من المجموعات القصصية لكتاب قصة محترفين، منهم حسام القمدم بمجموعته "ما يشبه الظل"، و حسين منصور "يعبر الزمن على دراجة"، و الروائية والقاصة هناء متولي "ثلاث نساء في غرفة ضيقة"، ونهلة عبد السلام "كل الأكاذيب"، وتاميران محمود "خريطة الحكايات القديمة".
بالإضافة إلى ذلك أصدرت الدار الأعمال القصصية الكاملة لأسامة أنور عكاشة بعنوان "ظل لا يغيب" وهي ما نشره في مجموعتي "خارج الدنيا" (1967)، و"مقاطع من أغنية قديمة" (1985)، والقصص التي يتضمنها كتاب "على الجسر" (2005)، التي تحتوي على قصص تشكل متوالية سردية، بالإضافة إلى ذلك هناك قصة لم تنشر من قبل، هي "ظل لا يغيب" التي تعد من بواكير أعماله، وتبدو فيها البذرة التي ستنمو بعد ذلك في مسيرته الدرامية الطويلة،
الأعمال الأدبية خارج التصنيف
بعيدا من الروايات والقصص القصيرة، انتشر في السنوات الأخيرة عدد من الكتابات الأدبية الجادة التي تتجاوز فكرة التصنيف وتنتقل إلى مساحات أخرى في التعبير بشكل أدبي أيضا لكنها تتناول مواضيع مختلفة، أو تحوي مقالات أدبية في موضوع معين. من هذه الكتب نرصد هذا العام:
"نوبة حراسة الأحلام" لحسام السيد
رحلة إلى أعماق الذات، حيث تلتقي الذكريات بالأحلام المنسوجة من عالم السينما. ومن وحي كلمات فيلليني: "لا شيء أكثر صدقا من الأحلام"، يسرد الكاتب عبر هذا الكتاب الصادر عن "ديوان للنشر" حكايات شخصية تتشابك مع الخيال السينمائي، مستعيدا لحظاته الضائعة بجرأة وحرية. لا شك أن كل عاشق للسينما ومفتون بالأحلام سيجد نفسه بين صفحات هذا الكتاب، كما سيعيد علاقاته بالناس والأشياء من حوله من خلال تأملات الكاتب وأفكاره.
"الجغرافيا المقلوبة" لمهاب نصر
رغم رحيله استعاد الكاتب مينا ناجي عددا من مقالات وكتابات الشاعر الراحل مهاب نصر حول الحداثة المصرية وصدرت في كتاب "الجغرافيا المقلوبة" عن دار "بيت الحكمة". في الكتاب مقالات أدبية منوعة تجمع بين دراسات عن روايات لنجيب محفوظ والحديث عن الحب والسياسة، إلى دراسة خاصة بسياسات الجسد وتأثير المجتمع في التعامل معه، كما يتناول إشكاليات الكتابة والتعبير في العالم العربي بين تقديس اللغة وتفضيل أنواع معينة مثل الرواية وغيرها من الظواهر في حياتنا الثقافية.
"زيارة لمتحف الأبدية" لأحمد صلاح فتحي
تجربة أولى يخوض بها الكاتب والصحافي أحمد صلاح عالم الآثار الفنية واللوحات والرسامين، يأخذنا في رحلة تجمع بين عرض السير الذاتية والحوارات مع كبار الفنانين، أو استعراض أعمال آخرين ملهمين في مسيرة الفنون الجميلة والتشكيلية، كما يحتوي الكتاب الصادر عن "دار ريشة" على استعراض لأهم لوحات وأعمال هؤلاء الفنانين، حيث ينتقل بنا الكاتب من تحية حليم إلى أنجي أفلاطون ومن عبد الهادي الجزار إلى محمد عبلة والراحل حلمي التوني، وغيرهم من أعمدة الفنون ورحلتهم في ذلك العالم الثري، والكتاب في مجمله دعوة لزيارة المتاحف وإعادة استكشاف ذلك العالم بطريقة جديدة.
"سلوى سيرة بلا نهاية" لكريم جمال
يستعيد الباحث والصحافي كريم جمال سيرة حياة الإعلامية الراحلة سلوى حجازي في كتابه الجديد الصادر عن "دار تنمية"، يقول: "بدأت هذا المشروع وأنا أبحث عن صورة سلوى حجازي المحفورة في الأذهان، لكن في نهاية الطريق ومع اكتشاف أوراقها الخاصة وغير المنشورة، وجدتني أمام إنسانة لم تكتشف بعد، ولم يسطع وهج وجهها بقدر ما ينبغي له أن يكون، كانت سيرة سلوى حجازي سيرة شعرية قلقة، وسردا تراجيديا لمعاني الخوف وبشاعة العدو، لذا حين قادتني خطواتي في البحث وصعدت درج معظم مؤسسات الأرشيف الصحافي لمطالعة ما كتب عنها، كان كل ما يشغلني هو إيجاد طرف خيط يقودني إلى فهم سلوى، فرغم ما كتب في حياتها وبعد رحيلها، ظل لغزها قائما، وظل السؤال عنها مطروحا: لماذا عاشت سلوى حجازي موتها قبل أن تموت؟".
من الظواهر التي باتت ملحوظة في السنوات الأخيرة اهتمام عدد من دور النشر باستعادة إصدار كتابات كبار الكتاب والأدباء الذين رحلوا عن عالمنا
"صوت المكان" لعاطف معتمد
كتاب جديد للباحث في الجغرافيا والعمران عاطف معتمد. في هذا الكتاب الصادر عن "دار الشروق" مزج بين الجغرافيا والفلسفة والأدب، لاستكشاف أهم المعالم في أرض مصر، من حلايب وشلاتين، إلى سيوة والسلوم، على خلفية من هذا المزيج المتناغم. يفتح الباب أمام تقديم "جغرافيا شعبية" ليست للمتخصصين فقط، بل صالحة لكل الناس التي تحاول فهم البلاد وعلاقة الإنسان بمكانه وبيئته.
" كل شيء سيرتي... كل شيء خيالي" لنسرين البخشونجي
كتاب يضم عددا من الحوارات الصحافية لطائفة من أهم الكتاب والأدباء حول العالم، من أوروبا وأميركا وآسيا وأفريقيا، أسئلة وآراء مهمة حول الكتابة والدور الذي يقوم به الكاتب والأديب في العالم اليوم، حديث عن أثر الفنون الأخرى في الكتابة، وطقوس هؤلاء الكتّاب ومسيرة حياتهم وتطوير ملكات الخيال من أجل كتابة مختلفة طوال الوقت، جولات شيقة بين العالم من خلال الكتب وأصحابها، الكتاب صدر عن "دار صفصافة".
"العودة للحياة" لصوفي لافو وترجمة أريج جمال
كتاب مهم صادر عن "المصرية اللبنانية" تتناول فيه الكاتبة صوفي لاڤو أثر التكنولوجيا على حياتنا من خلال تسعة فصول تفند فيها كيفية تأثير الاعتماد شبه التام والكامل على تقنيات التواصل الحديثة على عقولنا، ومن ثم، على حياتنا. الكتاب ليس دعوة لإلقاء هواتفنا وحواسيبنا في أعماق النهر، ولكنها دعوة لتأمل التغيرات التي طرأت وتطرأ علينا جراء انغماسنا الشديد في العوالم الافتراضية التي تقع خلف بوابات شاشاتنا البراقة، كما أنها كذلك دعوة لتعلم فوائد التواصل الإنساني الاجتماعي المباشر سواء في المدرسة أو العمل أو البيت أو المناسبات الاجتماعية. فما الذي قد نتوصل إليه في حلول نهاية هذه الرحلة داخل الإنسان وبين جنبات عقله؟
استعادة أعمال كبار الأدباء
من الظواهر التي باتت ملحوظة في السنوات الأخيرة اهتمام عدد من دور النشر باستعادة إصدار كتابات كبار الكتاب والأدباء الذين رحلوا عن عالمنا، فقد صدرت عن دار "بيت الحكمة" سلسلة جديدة للكاتب الراحل الكبير خيري شلبي بعنوان "أعيان مصر" تضم 280 شخصية يرصد ملامحهم وأخلاقهم وأعمالهم وخفة ظلهم ومصاعب حياتهم وكفاحهم، هؤلاء الذين صنعوا التاريخ وشغلوا الدنيا وارتبطت حياة الناس بأقوالهم وأفعالهم. فمن يطالع هذه البورتريهات سيعيش عصرا من الجمال والمعرفة والحكمة رفقة أسماء شكلت وعينا وثقافتنا. فعلى سبيل المثل نلتقي من تاريخنا السياسي برموز كسعد زغلول ومصطفى كامل، ومن أعمدة الثقافة نلتقي نجيب محفوظ ومحمود السعدني وعلى صعيد الفن نلتقي أعمدة كنجيب الريحاني ويوسف وهبي.
كما أعلنت "مؤسسة غايا" نشر عدد آخر من أعمال خيري شلبي من مقالاته بعنوان "أساتذتي" و"في وداع الأحباب" و"منازل العاشقين" ، كما أعلنت نشر عدد من أعمال الكاتب الراحل محمد مستجاب مثل مقالات "حرق الدم" التي كان نشرها في مجلة "العربي" الكويتية، و"الحزن يميل للمازحة" و"مذكرات زوج على وشك الطلاق".
كذلك استعادت "دار ديوان" عددا من أعمال يوسف السباعي "إني راحلة" و"أرض النفاق" و"السقا مات" وغيرها، وكذلك أعمال الكاتب الكبير أحمد بهجت، مثل"بحار الحب عند الصوفية" و"تأملات في عذوبة الكون" في طبعات جديدة فاخرة،
كما أعلنت "دار كتوبيا" سلسلة ذاكرة الأدب التي أطلقتها العام الماضي وتضم هذا العام أعمال الأديبة الفلسطينية سميرة عزام، "الظل الكبير" مجموعتها القصصية الأشهر، كما تستعيد لأول مرة تراث الروائي محمد كامل المحامي فتنشر روايته "أقوى من الحياة" و"هذا هو الحب".