في أعقاب مصادقة الكونغرس على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، أعلن الرئيس دونالد ترمب في مؤتمر جماهيري بولاية أريزونا عن أجندة إدارته خلال فترته الرئاسية المقبلة، ومنها العلاقات الدولية بطبيعة الحال، بشأن عدة موضوعات مثيرة للجدل ومنها قناة بنما، حيث صرح بأنه من غير المستبعد التحرك عسكريا واستعادة السيطرة عليها في حالة استمرار زيادة فرض رسوم المرور على السفن الأميركية التي تعبر القناة، واصفا إياها بأنها "سخيفة وغير منصفة وتمثل نهبا لمصالح بلاده لا بد من إنهائه فورا"، على حد تعبيره. واختتم تصريحاته بانتقاد إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، لمنحها دولة بنما السيطرة على القناة.
مفهوم القانون الدولي للبحار
وفقا لقواعد القانون الدولي العام، فإن الأصل أن تستقل كل دولة من الدول القائمة والمعترف بها دوليا بجزء من إقليم على الكرة الأرضية، تمارس عليه سيادتها ويسوده سلطانها والذي تختلف معالمه وعناصره وفقا للطبيعة الجغرافية لذلك الإقليم. فيشمل الإقليم البري والإقليم البحري، والهواء والفضاء اللذين يعلوان عليهما، وقد نُظمت مسألة سيادة الدول على البحار والمحيطات بموجب عدة اتفاقيات قديما، كان آخرها "اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار" عام 1982 والمعُدلة عام 1994، والتي تعتبر الشريعة العامة للدول فيما يتعلق بقانون البحار والمحيطات، وتحديد مساحة وحدود وامتداد المياه الداخلية للدول، والمياه الإقليمية، والمنطقة المتاخمة، حفاظا على حقوق السيادة البحرية للدول الساحلية والتنظيم والتوازن بينها وبين حقوق العبور والملاحة الحرة للدول صاحبة السفن العابرة، وكذلك تنظيم استغلال الثروات السمكية والطبيعية في هذه المناطق.
وقد أبُرمت هذه الاتفاقية الدولية في ديسمبر 1982، ودخلت حيز التنفيذ عام 1994، وذلك بعد تصديق العدد المطلوب للنصِاب القانوني المنصوص عليه في الاتفاقية، وبلغ عدد الدول التي وقعت وصدقت على الاتفاقية الأصلية 170 دولة، فيما وقعت وصدقت 151 دولة على تعديل المادة 11 من الاتفاقية عام 1994، في حين وقعت 13 دولة على الاتفاقية دون التصديق عليها. إضافة إلى ذلك فقد امتنعت 15 دولة عن التوقيع أو التصديق، وتم اعتبارهم كعضو مراقب في الاتفاقية.