رفح- بعد 467 يوما من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلن التوصلَ إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس" بعد اجتماعات عدة في الدوحة مساء الأربعاء، 15 يناير/كانون الثاني، ليتم تطبيقه بعد ثلاثة أيام من لحظة الإعلان. فبدأ الغزيون النازحون من منازلهم إلى جنوب القطاع أو خارجه، التفكير فيما هو قادم، ولحظة العودة لمنازلهم وعائلاتهم وأقاربهم الذين افترقوا عنهم بسبب النزوح والحرب.
وفي الوقت الذي بدأ فيه النازحون التحضير لعودتهم، تخيل بعضهم شكل اللقاء كيف سيكون، وماذا تبقى لهم هناك. إلا أن الجيش الإسرائيلي كثف من عمليات القصف لمنازل وتجمعات سكنية مأهولة بالعائلات المدنية والتي راح ضحيتها العشرات وأفقد البعض ما تبقى لهم من أمل.
مأساة قبيل وقف النار
عامر السلطان، مصور صحافي من سكان جباليا شمال قطاع غزة، اضطر للنزوح جنوبا قبل قرابة عام لاستكمال عمله بعدما أجبره الجيش الاسرائيلي على إخلاء مُجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة قبل اقتحامه خلال الأشهر الأولى من الحرب، حيث كان يعمل رفقة زملائه هناك وبعيدا عن أسرته ووالدته التي تكفلت بتربيته وأشقائه وشقيقاته بعد وفاة والده في عُمر مُبكر.
أغلق الاسرائيليون الطريق وفصلوا غزة وشمال القطاع عن وسطه وجنوبه، وأصبح التواصل بين السلطان وعائلته عن طريق الهاتف فقط. يقول: "كنا نقعد بالأسابيع والأشهر ما في تواصل بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت، كنت باستنى اللحظة اللي يرجع فيها الاتصال معهم واطمن عليهم وعندي أمل نرجع يلتم شملنا".