دمشق - اللواء مرهف أبو قصرة وزير الدفاع في الحكومة السورية الجديدة، أحد أبرز القيادات في العهد الجديد ليس بحكم منصبه وحسب، بل بحكم دوره سواء بلعب دور قيادي في عملية "ردع العدوان" التي انطلقت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني وانتهت بإسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول، أو بدوره في الإعداد لهذه المعركة من جميع الجوانب:العقيدة والتدريب والتسليح والتخطيط، بقيادة أحمد الشرع رئيس "هيئة تحرير الشام"، الشيخ "أبو محمد الجولاني"، الاسم الحركي السابق.
وإضافة إلى دوره السابق، فإن اللواء أبو قصرة، الذي يعرف باسم "أبو حسن 600" نسبة إلى اسمه الحركي السابق خلال قيادة الجناج العسكري في "الهيئة"، يتولى حاليا عملية تأسيس الجيش السوري الجديد، ليكون مختلفا كليا عن الجيش السابق. وعقد عشرات اللقاءات مع قادة الفصائل والتنظيمات العسكرية للوصول إلى أفضل هيكلية للجيش.
حملت إلى اللواء أبو قصرة في مكتبه بمبنى هيئة الأركان قرب ساحة الأمويين وسط دمشق، الكثير من الأسئلة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا، تتعلق بالإعداد لـ"ردع العدوان" وإسقاط الأسد والتدريبات العسكرية وقصة المسيرة "شاهين"، إضافة إلى الموقف من التهديدات الإسرائيلية والإيرانية، والعلاقات مع الدول العربية، والمؤتمر الوطني السوري، إضافة إلى مستقبل العلاقات مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
وردا على سؤال عما إذا كان الهدف من عملية "ردع العدوان" الوصول إلى دمشق وإسقاط الأسد أم الدخول إلى حلب فقط، يقول وزير الدفاع في حديثه إلى "المجلة": "كان القائد (أحمد الشرع) لديه بصيرة ويقول في خطاباته سنصل إلى دمشق وسنصل إلى حماة. هذا النوع من التفاؤل كان موجودا، لكن في البداية للأمانة كان الهدف التركيز على حلب". لكنه استطرد أنه "بعد تحرير حلب، دخلت إلى قلوبنا قناعة" إمكانية سقوط نظام بشار الأسد.
أجرت "المجلة" الحوار الموسع مع اللواء مرهف أبو قصرة في مكتبه بمقر رئاسة الأركان السورية في دمشق، وتنشره في حلقتين، وهذه الأولى:
* متى بدأ الإعداد لمعركة "ردع العدوان"؟
- حملة النظام التي بدأت في أبريل/نيسان 2019 وانتهت في مارس/آذار 2020، حصلت فيها خسارة منطقة عسكرية كبيرة. عندما انتهت الحملة الأخيرة في مارس 2020 بدأنا في وضع خطوات لإعادة بناء قواتنا العسكرية. كنا خارجين من معركة وهناك خسارة جغرافية كبيرة وهناك حالة معنوية منخفضة سواء لدى المجتمع بشكل عام أو حتى لدى العسكريين.
بدأنا تغيير عقيدتنا العسكرية بناء على هدف مهم جدا هو حاجة المعركة. تدرجنا في قتال النظام منذ بداية الثورة بثلاث مراحل.
*ما هي؟
المرحلة الأولى 2011-2012 هي المرحلة التي واجهنا فيها النظام فقط، والحمد لله استطعنا أن نكسره ونحن نزعم أن النظام سقط آنذاك لكنه استنجد بإيران.
المرحلة الثانية 2013-2014 هي المرحلة التي واجهنا فيها النظام وإيران معا. أيضا كلاهما انكسر في أوائل 2015.
* في مارس 2015...
- صحيح. هنا النظام وإيران استنجدا بروسيا وفعلا دخلت روسيا في سبتمبر/أيلول 2015. وهنا فعلا دخلنا في مرحلة عسكرية جديدة، مرحلة كانت فيها تحديات من الناحية العسكرية لها تفاصيل كثيرة.
غاب القرار المركزي بسبب عدم التوحد بين جميع الفصائل العسكرية لأسباب كثيرة. لكن غياب القرار المركزي عن القوات العسكرية وعدم توحد الفصائل في جيش واحد، هذا الأمر بصراحة كلفنا الكثير. لذلك عندما بدأت الحملة التي ذكرتها الآن في 2019، صمدنا صمودا جيدا الحمد لله سواء على جبهة الساحل، التي استمرت الحرب فيها ما يقارب 11 شهرا، وصمدنا أيضا جهة ريف حماة الشمالي مناطق كفر نبودة وتل عثمان وتلك المنطقة، ولكن الصمود كان لمدة ثلاثة أشهر ونصف، بعدها تعرضنا لخسارة كبيرة.