الحسكة- بعد مضي نحو ستة أسابيع على سقوط نظام بشار الأسد، في 8 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، تسيطر الإدارة السورية الجديدة متمثلة في "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها، على جميع المحافظات السورية تقريبا، أو على الأقل هي موجودة إداريا وسياسيا في عدد من المحافظات الجنوبية، باستثناء المناطق الواقعة تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في عدد من مناطق ريف محافظة حلب ومحافظتي الحسكة والرقة بشكل كامل وريف محافظة دير الزور الشرقي، أو ما يسمى "الجزيرة السورية" والتي تعتبر من أغنى المناطق السورية من حيث الثروات النفطية والباطنية والزراعية، وذلك بعد انسحاب الضباط والجنود من القطع العسكرية والشرطية ومؤسسات الدولة ومطار القامشلي الدولي ودخول قوات "قسد" إلى ما كان يسمى المربعات الأمنية، في يوم سقوط النظام نفسه، لتخرج مدينتا الحسكة والقامشلي، لأول مرة بشكل كامل عن سيطرة الدولة السورية، خلال سنوات الحرب الماضية.
هذا الوضع الميداني الجديد ترك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات حاسمة عما يخطط لهذه المنطقة التي تشكل ثلث مساحة سوريا، ومن هذه الأسئلة:
- كيف ستتعامل قيادة "قسد" مع الإدارة السورية الجديدة التي ما زالت تصفها بــ"الإرهابية"؟
- هل سيتم إحياء التفاهمات السابقة مع النظام السابق وتطبيقها؟
- ما تفاصيل اللقاء الأول بين الطرفين الذي عقد برعاية أميركية- أوروبية؟
- ما مصير الحوار الكردي- الكردي؟ وهل ستحاور "قسد" المكونات في المنطقة ولا سيما المكون الأكبر (أبناء القبائل العربية)؟
- قبل الذهاب لمؤتمر الحوار الوطني المعلن عن انعقاده في دمشق، كيف تستعد "قسد" لعودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض مجددا؟