خلال خمسة عشر شهرا ومنذ بداية الحرب، شعر الإسرائيليون بعدم اليقين بشأن عدد من القضايا الحرجة: هل سيتمكن الرهائن الذين كانوا يأملون بعودتهم إلى إسرائيل من الرجوع في وقت ما، وهل سيرجعون أحياء أم أمواتا، وهل حققت إسرائيل "النصر الكامل" الذي وعد به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهل ستنجو حكومته بعد نهاية الحرب– وهل كان بإمكانه في الواقع الالتزام بصفقة تنطوي على إنهاء دائم للحرب؟
خلال خمسة عشر شهرا، بدت كل هذه الأسئلة الجوهرية أشبه بقطة شرودنغر، تلك القطة المحيرة التي لا يمكن لأحد أن يحدد ما إذا كانت حية أم ميتة. إن وقف إطلاق النار في غزة يعني أن الإسرائيليين قادرون أخيرا على فتح الصندوق، ويبدو مفهوما أنهم يرزحون تحت وطأة الرعب والتفاؤل في الوقت نفسه مما ينتظرهم.
ويدور السؤال الأقسى حول وضع الرهائن. فخلال خمسة عشر شهرا من المفاوضات، رفضت "حماس" باستمرار تقديم معلومات متجددة عن حالة الرهائن وما إذا كانوا على قيد الحياة أم لا. وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن معظم الرهائن الـ33 الذين سوف يُطلق سراحهم في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ما زالوا على قيد الحياةـ ولكن هذا يعني أن العشرات منهم سيعودون كي يُدفنوا وحسب. ومن بين المئة رهينة، أكدت إسرائيل أن عددا كبيرا منهم قد لقي حتفه، وأن آخرين يُعتبرون في عداد الأموات، ومن بين الرهائن المتبقين البالغ عددهم 65 رهينة الذين سيفرج عنهم في المراحل التالية، هناك افتراض قوي بأن معظمهم في عداد الأموات. ما يعني أن إطلاق سراح الرهائن سوف يكون لحظة مؤلمة بالنسبة لأسر الرهائن، الذين ظلوا عالقين في انتظار عودة أحبائهم، وهم يصلون كي يتجاوزوا هذه المحنة ويخرجوا منها أحياء.
إيقاف الحرب أم استمرارها؟
السؤال الحاسم الثاني الذي أثار حفيظة القيادة السياسية الإسرائيلية في الأيام التي سبقت توقيع الاتفاق، هو ما إذا كان وقف إطلاق النار سيصبح دائما أم لا. أصر حلفاء نتنياهو من أقصى اليمين، كوزير المالية بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، على أن الحرب لا ينبغي أن تتوقف. وطالب سموتريتش نتنياهو بتقديم ضمانات بأن إسرائيل ستستأنف القتال بعد المرحلة الأولى، بينما أصدر بن غفير بيانا عاما أشار فيه إلى أنه سيترك الائتلاف الذي يقوده نتنياهو إذا سُمح للاتفاق أن يقود إلى وقف دائم لإطلاق النار. وكان نتنياهو نفسه قد زعم أنه لن يوافق على صفقة تضع نهاية للحرب، وسيستمر في القتال حتى تحقيق "النصر الكامل".