ينتظر أن تستحوذ أميركا على حصة روسيا في سوق الغاز الطبيعي في وسط أوروبا، بعد قرار أوكرانيا وقف عبور الغاز الروسي عبر أراضيها، وهو تطور قد يعزز أيضا طموحات تركيا في أن تصبح مركزا أساسيا لعبور الطاقة إلى القارة العجوز، بحسب خبراء في شؤون أسواق الطاقة.
أما الدول العربية الرئيسة المصدرة للغاز الطبيعي - قطر والجزائر والإمارات العربية المتحدة – فهي تفتقر حاليا إلى طاقة إنتاجية إضافية تمكنها من ملء الفراغ الذي خلفه توقف صادرات الغاز الروسية عبر أوكرانيا بشكل سريع. فالزيادات المقررة في إنتاج قطر ستبدأ بحلول نهاية السنة الجارية أو أوائل العام المقبل، وتلك المقررة في الإمارات ستبدأ في عام 2028 وستكون وجهتها ألمانيا.
جدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية هي من أكبر الدول المنتجة للغاز، إلا أنها تحتفظ بهذه الطاقة الأقل تلويثا من النفط، لغرض توليد الكهرباء وكلقيم لصناعة البتروكيماويات، كما أن لديها خططا للتصدير في المستقبل، نظرا للنمو الكبير في الطلب على الغاز في آسيا.
وكانت أوكرانيا قد أعلنت عدم تجديد اتفاق يسمح للغاز الروسي بالتدفق عبر خطوط أنابيب عابرة لأراضيها بداية عام 2025، والذي كان مزودا للنمسا ومولدوفا وسلوفاكيا بشكل أساسي، وبدرجة أقل للمجر وإيطاليا.
أميركا الوحيدة القادرة على تعويض النقص
شكل الغاز الروسي العابر لأوكرانيا نحو 5 في المئة فقط من الإمدادات الإجمالية للغاز في أوروبا - أو 15 مليار متر مكعب من الغاز من أصل نحو 320 مليار متر مكعب استهلكتها أوروبا في عام 2024، وفقا لمركز سياسة الطاقة العالمية (CGEP) التابع لجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة.
وتقول الباحثة في الشؤون العالمية في المركز آن-صوفي كوربو "إن الولايات المتحدة هي حاليا الدولة الوحيدة التي لديها القدرة على تعويض النقص" في كميات الغاز الناتج من قرار أوكرانيا، مشيرة إلى الإنتاج الإضافي الذي بدأ في ديسمبر/كانون الأول وبداية السنة من منشآت الغاز الطبيعي المسال في بلاكمين، في ولاية لويزيانا، وكوربوس كريستي، في ولاية تكساس.