لم يغب خبر المفاوضات بين إيران والغرب من جهة وطهران وواشنطن في فترة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عن الصحافة الإيرانية، خاصة مع التصريحات التي أدلى بها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية قبل أيام من تولي ترمب مهامه لولاية رئاسية ثانية، حيث قال إن إيران "منفتحة من حيث المبدأ على الحوار مع إدارة ترمب الثانية".
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية عباس عراقجي حول مسار المفاوضات النووية: "إننا نجري حاليا مفاوضات مع الأوروبيين وهذه المفاوضات تقتصر على الملف النووي".
وقال موقع "خبر أونلاين" إن السؤال الذي يطرح نفسه في الظروف الراهنة عن تأثير رفع العقوبات على الاقتصاد الإيراني في حال وصول المفاوضات إلى نتيجة مثمرة. ويقول المحلل الاقتصادي وعضو غرفة التجارة الإيراني علي شريعتي في حوار مع "خبر أونلاين" حول تأثير المفاوضات على المؤشرات الاقتصادية إن "انطلاق المفاوضات يعطي دافعا للأمل بشأن تحسين الأوضاع. وهذا شرط ضروري وليس كافيا لأن الاقتصاد الإيراني لم يعد يتجاوب أبدا مع التصريحات الجيدة والوعود بل إن الاقتصاد والشعب بحاجة للأفعال... نشهد نشاطا مكثفا من سماسرة العقوبات وذلك بالتزامن مع الحديث عن المفاوضات المحتملة بين الولايات المتحدة وإيران... سماسرة العقوبات قلقون ولا يريدون حوارا بين طهران وواشنطن... هذا في الوقت الذي أدت فيه العقوبات إلى هروب الكفاءات البشرية ورؤوس الأموال وبث اليأس".
وأضاف شريعتي: "المفاوضات لها أثر فوري على ارتفاع قيمة العملة الوطنية والحد من ارتفاع الأسعار... يجب أن يكون هناك وحدة وطنية.. وإلغاء العقوبات من أجل أن نتمكن من التواصل مع العالم".
وانتقدت صحيفة "كيهان" المتشددة مواقف الرئيس الإيراني حول المفاوضات مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترمب. واعتبرت في تقرير بعنوان "استجداء المفاوضات جنون وليس تصرفا نزيها ومبدئيا" في عددها الصادر يوم 15 يناير/كانون الثاني أن "إدارة ترمب مارست سياسة الضغوط القصوى على إيران وانسحبت من الاتفاق النووي وأمرت باغتيال (الشهيد) سليماني. ورغم كل هذا فإن الحكومة الإيرانية وبعض مؤسساتها تتحدث عن ضرورة إجراء مفاوضات مع ترمب تحت عنوان الحوار النزيه، أو الحوار مع الحفاظ على المبادئ"!
وكتب مساعد الاتصالات والإعلام بمكتب رئيس الجمهورية مهدي طباطبايي حول حوار بزشكيان مع "إن بي سي" في "إكس"، أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد السلام وإزالة التوترات في المنطقة والعالم... وهي مستعدة لإجراء حوار نزيه ومتكافئ".