"روج" هو أول فيلم قصير للمخرجة السعودية، سماهر موصلي، وقد عُرض عالميا للمرة الأولى خلال مهرجان أيام قرطاج السنيمائية بتونس في دورة 2024. العنوان الذي يعني "أحمر" الشفاه بالعربية، هو رمز لمسألة التجميل لدى النساء، فالفيلم يتطرق بأسلوب الكوميديا السوداء إلى صناعة وجراحة التجميل والضغط المفروض على النساء للجوء إليهما، من خلال قصة مقدمة تلفزيونية لم يبق أمامها سوى سنة واحدة قبل بلوغ سن الأربعين. هنا حوار مع المخرجة.
- كيف تقدمين نفسك بإيجاز؟
درست العلوم الأكتوارية (علوم إحصائيات التأمين) في الجامعة واشتغلت لفترة طويلة في شركات كبرى. لكن منذ أربع سنوات، انتقلت إلى العمل بمؤسسات سينمائية، فاشتغلت مع مؤسسة "صندانس" كمقيّمة أفلام بالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط، ومع مؤسسة "مهرجان البحر الأحمر السينمائي" في قسم التسويق. و"روج" هو أول أعمالي السينمائية.
- من أين جاء حبك للسينما؟
لا أستطيع أن أقول إنني أحببت دوما السينما. بدأت قصتي مع الأفلام قبل سبع سنوات في مدينة برلين، عندما أمسكت بكاميرا بكل عفوية وصورت وثائقيا بعنوان "سؤال واحد" (One Question). تفاجأت عندما حصد هذا الفيديو أكثر من 300000 مشاهدة على الإنترنت. بعد ذلك بوقت قصير، اشتغلت مصورة فيديو وصورت موسم الحج لسلسلة على الإنترنت بعنوان "وجوه من الحج" (Humans of Hajj). أدركت حينئذ شغفي بصناعة الأفلام وأردت أن أخوضها بجدية.
آثار جانبية
- يتطرق "روج" إلى موضوع الجراحة التجميلية والضغط الذي تعيشه المرأة للجوء إليها. لمَ هذا الطرح؟
نشأت الفكرة من حوار لي مع صديقة، دانة القصيبي، وهي البطلة في الفيلم، عن الضغط المسلط على النساء كي يظهرن بشكل معين، وعن هوس ثقافتنا بالشباب، وصعود صناعة "البوتوكس" و"الفيلر". صدمت حينما قرأت عن الآثار الجانبية لـ"البوتوكس"، وتساءلت لماذا ليس لدينا وعي كاف بمضاره على صحتنا. "البوتوكس" هو في الأساس سم يشل العضلات لمنعها عن الحركة، وهناك الآلاف من النساء اللواتي يعانين من آثاره الجانبية وقد تكون أكثر من مجرد آثار جانبية. لكن، وفي الوقت نفسه، لم أكن أريد تصوير فيلم شبيه بإعلان توعوي صادر عن جهة حكومية، بل أردته فيلما يحكي عن الضغط الذي تواجهه المرأة والصراع الذي يحتدم بداخلها في شأن مظهرها. ثم، نادرا ما أرى على الشاشة شخصيات معقدة لنساء سعوديات يعشن قضايا تخاطبني، وهذا بالضبط ما أردت أن أقدمه.