دفعت التوترات الجيوسياسية التي تواجهها المنطقة العربية، إلى جانب التحديات الاقتصادية والمالية، وتغيرات المناخ، إلى التفكير في إطلاق السوق العربية المشتركة للكهرباء. هذه الخطوة أصبحت ضرورة فرضتها تداعيات النزاعات الدولية الحالية، والتحديات المرتبطة بأمن الطاقة في ظل توسع الحرب الإقليمية بين إسرائيل وأطراف عربية.
تُعد السوق العربية المشتركة للكهرباء، التي أعلن عن إطلاقها مطلع ديسمبر/كانون الأول 2024 ، إنجازاً إقليمياً مهماً في مجال تجارة الكهرباء، إذ تتيح التبادل على أسس تجارية وقانونية وتشريعية.ومن خلال التكامل على نطاق أوسع بين الدول العربية في مجال الطاقة، يمكن للمستثمرين داخل السوق بيع الكهرباء وشراؤها في ما بينهم. ويعزز هذا المشروع الاستفادة من تنوع مصادر الطاقة في العالم العربي، مثل النفط والغاز الطبيعي، مع مراعاة الاختلاف اليومي والفصلي والسنوي في الطلب على الطاقة بين الدول العربية وتفاوت أوقات ذروة الأحمال على مستوى المنطقة.
تمهيد لتعاون كهربائي عربي أوسع
تمهد السوق العربية المشتركة للكهرباء الطريق لتحقيق حلم إقامة سوق عربية شاملة تشمل النواحي والأنشطة الأخرى كلها، كما حدث في السوق الأوروبية. وتُعتبَر السوق العربية للكهرباء، المبنية على أسس اقتصادية لتبادل الطاقة، مشروعاً استراتيجياً يهدف إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي لكل دولة على حدة، وتعطي الأولوية للدول الأعضاء للاستفادة من فائض الكهرباء على أسس اقتصادية بحتة ومن دون مجاملات، إذ تستند هذه السوق إلى أسس فنية وتشريعية وبنية تحتية متكاملة ودراسات جدوى اقتصادية، ما يضمن استدامة هذا المشروع. كذلك تهدف إلى تحقيق وفورات في مصادر الدخل وتعزيز التعاون الإقليمي.