يكمن أحد التحديات الأكثر إلحاحا وأهمية التي تواجه رئيس القيادة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، في إعادة بناء القوات المسلحة الممزقة في البلاد. وقد بدأت هذه الجهود بالفعل، حين استقطب الشرع مقاتلين من مجموعته، "هيئة تحرير الشام"، المتمركزة في إدلب.
ولا ريب في أن الشرع مدرك للأهمية القصوى في تشكيل الجيش السوري الجديد، لأنه يعكس مدى الارتباط الوثيق بين المؤسسة العسكرية وبنية النظام السياسي قيد التطور، كما أن التجربة السورية تخلو من أي تدخل غربي، على عكس الأنظمة التي خضعت لسيطرة أجنبية في كل من أفغانستان والعراق على مدى سنوات طويلة.
ويتجلى هذا التوافق العسكري السوري في عدة جوانب، بدءا من الأيديولوجيا الدينية، إلى التماسك الثقافي والولاء. ويكتسب ذلك بعدا خاصا حين نتذكر أن القيادات العسكرية الراهنة قد لعبت بالفعل دورا محوريا في الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، مما عزز هذا التوافق بشكل أكبر.
ولا شك أن هذه النقلة ستكون، بالنسبة للشرع، الذي أدار محافظة إدلب بفعالية في السنوات الأخيرة، قفزة نوعية كبيرة في سعيه الدؤوب لإنشاء إطار سياسي أكثر تنظيما لمؤسسات الدولة، يقوم على أساس الولاء. ومن ثم، لا عجب من أن يعكس تشكيل الجيش الجديد هذه السياسة.