"تعني كلمة كيتش موقف الشخص الذي يريد أن ينال إعجاب الآخرين بأي ثمن، أن ينال إعجاب أكبر عدد من الناس. لكي ينال المرء إعجاب الآخرين، عليه أن يؤيد ما يود الجميع سماعه، عليه أن يكون في خدمة الأفكار الجاهزة. الكيتش هو ترجمة بلاهة الأفكار الجاهزة إلى لغة الجمال والوجدان" - ميلان كونديرا.
كلمة "كيتش" آتية من ألمانيا، وتحديدا من بافاريا، ويُعتقد أنها استُمدت من فعلين: الأول kitschen، الذي يشير إلى جمع النفايات المتناثرة في الشوارع وإعادة تدويرها، والثاني verkitschen، المشتق من الفعل الأول، ويعني بيع منتج بسعر أقل من قيمته، أو تقديم بضاعة بديلة بدلا من البضاعة المطلوبة.
يشير "الكيتش" إذن إلى نوعين من الظواهر: أولا، إنتاج أشياء ذات جودة أقل بفضل التقنيات الميكانيكية الجديدة لإعادة الإنتاج على نطاق واسع. ثانيا، شكل من أشكال الأسلوب المرتبط بهذه الأشياء، يتميز بزخرفة مفرطة وطابع استعراضي، وهو إفراط زخرفي كان دائما موضع حكم سلبي وانتقاد.
مرحلتان
مرت الكلمة بمرحلتين: المرحلة الأولى ارتبطت بحضارة البورجوازية الأوروبية المنتصرة في القرن التاسع عشر وامتدت حتى منتصف القرن العشرين، أما المرحلة الثانية، فهي التي صاحبت ظهور مجتمع الاستهلاك الجماهيري في النصف الثاني من القرن العشرين، وهذه الأخيرة تشكل ما يمكن تسميته بـ"النيوكيتش". وهكذا ولى الزمن الذي كان فيه "الكيتش" تعبيرا عن بورجوازية تسعى إلى تقليد ثقافة الطبقات العليا وأسلوب حياتها بهدف اكتساب اعتراف اجتماعي. من المرحلة الأولى إلى الثانية، تحول المفهوم، وانتقل من أسلوب مرفوض ومخصص لعالم مألوف يتسم بنقص الذوق، إلى "الكيتش الجديد" العصري والمواكب للموضة، الذي أعاد تشكيل ملامح عالمنا من أساسه.