دمشق - بعدما تناولت الحلقة الأولى من الحوار مع نائب القائد العام لـ"حركة أحرار الشام" أحمد الدالاتي (أبو محمد الشامي) المرحلة المؤسسة لقرار بدء إسقاط النظام السوري في 8 ديسمبر/كانون الأول، تتناول الحلقة الثانية والأخيرة التفاصيل التي سبقت قرار إطلاق معركة "ردع العدوان" في 27 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال إن قرار بدء معركة "ردع العدوان" اتخذ في 20 نوفمبر، وأن عملية اختراق أمني معقدة دشنت معركة حلب في 27 نوفمبر، موضحا أنه "مع بدء العمل في اليوم الأول. عملنا خلف الخطوط وأدخلنا وحدة خاصة من خلال معلومات استخباراتية واستطعنا الوصول إلى غرفة العمليات العسكرية (التابعة للنظام)".
وأوضح الدالاتي: "بالنسبة لنا، على مستوى التخطيط لدينا كان (الهدف) دمشق، على مستوى التنفيذ كنا وضعنا حلب كهدف أول ثم ندخل في عملية تقييم لما سيحصل". وتابع: "على مستوى التخطيط وضعنا أكثر من سنة... والسقوط كان أسرع مما تخيلنا وتوقعنا". وأضاف أن القيادة أبلغت العناصر أننا "لا نريد تحرير سوريا بالبندقية لأننا لا نستطيع الدخول إلى حلب بطريق الحرب الكلاسيكية بأن ندمرها وندخل إليها فهذا لا يقدم أي فائدة ولا أي إضافة. نحن نريد أن نحرر مدننا بالنموذج، بأخلاقنا برسالتنا وعليكم أن تنتبهوا".
وعن مستقبل سوريا، قال الدالاتي: "الآن الأولوية ميدانياً لحفظ الأمن، لأن المنظومة الأمنية انهارت والمنظومة العسكرية انهارت وانتشر السلاح بفوضى بين أيدي الناس"، لافتا إلى أن المؤتمر الوطني المقرر عقده قريبا "سينهي أركان النظام السابق بشكل رسمي: المنظومة الأمنية من (حزب البعث) والجيش والحكم السابق، وسيؤسس لمرحلة انتقالية على المستوى القانوني والدستوري لننتقل منها إلى حالة صحية بعد تشكيل الدستور".
وهنا نص الحلقة الثانية والأخيرة:
* متى اتخذ القرار بالمعركة؟
- قبل مقتل حسن نصرالله بفترة قصيرة عقدنا جلسة طرحنا فيها المعطيات على الأرض.
* قبل تفجيرات "البيجر" في 17-18 سبتمبر؟
- عقدنا جلسة قبل هجمات "البيجر" كنا نتوقع الهجوم على جنوب لبنان.
* نصرالله اغتيل في 27 سبتمبر...
- دخلنا مرحلة رفع الجاهزية منذ ذلك التاريخ، ووضعنا خطة تضليل للنظام باستنفارات وهمية وبتسريب معلومات، وهو استُنزف.
* لم يعودوا يصدقون؟
- صحيح، لم يعودوا يصدقون.
* من وضع هذه الخطة؟
- القيادة العسكرية أدارت العملية، والأسماء غير مهمة وقد يمكن الحديث عن الأسماء بالتفصيل في مرحلة لاحقة. أخذنا قرار المعركة تقريبا في 20 نوفمبر.
* اتخذتم قرار المعركة في 20 نوفمبر وبدأت المعركة في 27.
- اتخذنا القرار بالعمل وغيرنا خطة العمل من دون أن نُطلع العسكريين عليها. غيرنا محاور العملية.
* سمعت أنكم أجريتم تمويها على أساس أنكم ستباشرون من منطقة معينة قرب سراقب ثم باشرتم من ريف حلب...
- قمنا بعملية تضليل. لأسباب لوجستية لم ينجح التحرك في التاريخ الأولي الذي كان يوم الجمعة قبل المعركة (22/11) إذ كنا قد اتخذنا قرار المعركة في الأربعاء الذي سبقه (20/11)، وانطلقت المعركة يوم الأربعاء (27/11). كان يفترض أن تبدأ العملية في 22 نوفمبر.
* اتخذتم القرار في 20 نوفمبر على أن تبدأ المعركة في 22 نوفمبر؟
- قيّمنا الوضع يوم 21 نوفمبر فاقترح بعض العسكريين تأجيل العملية إلى يوم السبت في 23 نوفمبر ويومها حصل ظرف أرجأ دخول مجموعة خاصة إلى العمق (حلب). حصل ظرف معين. وقيّمنا الوضع يوم الاثنين (25/11) واتخذنا القرار بأن تكون العملية يوم الأربعاء (27/11). يوم الثلاثاء جرى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان قدرا، لم نكن نعلم أنه سيتم. ويوم الأربعاء كنا جاهزين.