يتوق السوريون بمختلف انتماءاتهم الدينية والعرقية والقومية، إلى السلام والاستقرار والعيش بهدوء، في بلدهم الذي شهد حربا ساحقة ماحقة على مدار 14 عاما، دمرت فيها آلة الأسد (المخلوع) العسكرية، معظم المدن السورية بمدارسها ومراكزها الطبية والصناعية والتجارية والسياحية والمؤسسات، عدا محافظة إدلب وأرياف حلب التي خضعت لإدارة تمثلت بحكومة "الإنقاذ السورية"، نظمت فيها الحياة المدنية والإدارية، والتي باتت اليوم تحكم سوريا تحت اسم "حكومة تصريف الأعمال" بعد سقوط نظام بشار الأسد.
ولعلها المرة الأولى التي يتمكن فيها سوريون من زيارة إدلب، ليتفاجأوا، كما يقولون، بنهضة اقتصادية وعمرانية واستتباب للأمن، وذلك بعد إزالة الحواجز والجدار العسكري الذي أسسه الأخير مع شمال غربي سوريا، فضلا عن انتشار مقاطع فيديو عن الحياة في إدلب على مواقع التواصل الاجتماعي، التي كانت تحظرها سلطات الأسد.
ومع تحرير مدينة حلب ومناطق أخرى وسقوط النظام السوري في البلاد، جرى فتح الطرق الرئيسة بين المحافظات السورية، وإزالة الحواجز الإسمنتية والعسكرية التي أنشأها النظام للفصل بين مناطقه قبل سقوطه ومناطق المعارضة في شمال غربي سوريا، وأصبحت إدلب وأرياف حلب الشمالية، محط أنظار السوريين و وجهتهم للتسوق منها وزيارتها.
يقول رجل الأعمال السوري أحمد السراج من مدينة حلب، في تصريح لـ"المجلة" إنه لم يكن يعلم قبل تحرير مدينة حلب وسوريا عن إدلب أي شيء نظرا للتضييق الذي مارسته مخابرات النظام السوري على المواطنين وحجبت عنهم معرفة أي أخبار تتعلق بالمناطق التي كانت خارج سيطرته وبخاصة إدلب، وعندما زار مدينة سرمدا، اندهش من الانتعاش التجاري في أسواقها.