بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من إطلاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يُعرف بـ"العملية العسكرية الخاصة" ضد أوكرانيا، تشير كافة المعطيات إلى أن إنهاء الأعمال العدائية والتفاوض على اتفاق سلام سيتبوأ سلم الأولويات في عام 2025.
كان لوصول دونالد ترمب إلى السلطة وبدء ولايته الثانية كرئيس للولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر تأثير ملحوظ على جميع الأطراف المشاركة في الصراع، ولاسيما في ما يتعلق بالنهج الذي تبنته كل من موسكو وكييف.
وكم تباهى ترمب، الذي يفتخر بعلاقاته الطيبة مع بوتين، خلال حملته الانتخابية الرئاسية بأنه سينهي الصراع في أوكرانيا خلال "24 ساعة" من عودته إلى البيت الأبيض، وكم انتقد، وأنصاره الجمهوريون، الدعم العسكري والمالي الذي قدمته إدارة بايدن المنتهية ولايتها لكييف منذ أن شنت روسيا غزوها عليها في فبراير/شباط 2022.
ووفقا للجنة غير الحزبية للميزانية الفيدرالية المسؤولة، فقد أقر الكونغرس تقديم مساعدات إجمالية بلغت 175 مليار دولار لأوكرانيا على مدار السنوات الثلاث الماضية، مما يعكس الحجم الكبير للدعم الأميركي خلال الصراع.
في هذا الوقت، يستغل الرئيس جو بايدن أيامه الأخيرة في منصبه لزيادة دعم واشنطن لأوكرانيا قبل أن يتولى ترمب منصبه، وقد أعلن لذلك عن تقديم ما يقرب من ستة مليارات دولار من المساعدات العسكرية والتمويل الإضافي لأوكرانيا في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وأعلن بايدن في بيان له: "بناء على توجيهاتي، ستواصل الولايات المتحدة العمل الدؤوب لتعزيز موقف أوكرانيا في هذه الحرب خلال الفترة المتبقية من ولايتي". وأكد أن المساعدات الجديدة ستزود أوكرانيا "بتدفق فوري من القدرات التي تستخدمها باستمرار وبشكل كبير في ساحة المعركة كما ستوفر لها إمدادات طويلة الأجل من أنظمة الدفاع الجوي والمدفعية والأسلحة الحيوية الأخرى".
ينبع سعي بايدن اليائس لتزويد أوكرانيا بأكبر قدر ممكن من الدعم قبل مغادرته البيت الأبيض من القلق السائد من أن ترمب سيخفض بشكل كبير دعمه لكييف بمجرد دخوله المكتب الرئاسي. وكان ترمب قد انتقد بالفعل استخدام أوكرانيا للصواريخ التي تزودها بها الولايات المتحدة لشن هجمات في عمق الأراضي الروسية. وفي مقابلة له مع مجلة "تايم" نُشرت في ديسمبر/كانون الأول، أعلن أن "ما يحدث أمر جنوني. إنه الجنون بعينه. وأعارض بشدة إطلاق صواريخ لمسافة مئات الأميال داخل روسيا. لماذا نقوم بذلك؟ إننا نصعد هذه الحرب لا أكثر، ونجعلها أسوأ. ما كان ينبغي السماح بمثل هذا الأمر".
جاءت تعليقات ترمب في أعقاب قرار بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني برفع القيود المفروضة على استخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى المقدمة لأوكرانيا لشن هجمات في عمق الأراضي الروسية، والتي يصر الأوكرانيون على أنها بالغة الأهمية في محاولاتهم للتصدي للمحاولات الروسية لغزو البلاد.
رفع بايدن القيود بعد مناشدات من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي زعم أن الروس يسعون لتصعيد المواجهات بشكل كبير من خلال نشر ما يقدر بنحو 15 ألف جندي كوري شمالي في ميادين القتال.
وثمة مخاوف اليوم في كييف من أن يعيد ترمب فرض القيود بمجرد توليه منصبه، ما يعني الحد من قدرة القوات الأوكرانية على الصمود في وجه المزيد من الهجمات الروسية. ومن المرجح أيضا أن يسعى ترمب إلى تقليص مستوى الدعم الأميركي لأوكرانيا، وبدلا من ذلك تركيز جهوده بهدف إنهاء الصراع.
وسوف يحصل ترمب أيضا على دعم من أعضاء حزبه الجمهوريين الذين سيسيطرون على مجلسي النواب والشيوخ، والذين يشاركون الرئيس المنتخب تحفظاته حول الإبقاء على مستوى الدعم الأميركي عند مستواه الحالي.