خبراء يجيبون... ما الأثر الثقافي على السعودية باستضافة كأس العالم 2034؟

نموذج فريد يجمع بين الهوية المحلية والطموح العالمي

 Andy Potts
Andy Potts

خبراء يجيبون... ما الأثر الثقافي على السعودية باستضافة كأس العالم 2034؟

تُعدّ استضافة كأس العالم لكرة القدم، هذه اللعبة الأكثر شعبية وتأثيرا على شعوب العالم باختلاف ثقافاتهم ولغاتهم، هدفا ساميا تسعى إليه جميع الدول التي تلعب دورا كبيرا ومحركا رئيسا في السياسة والثقافة العالميتين.

لأجل ذلك وغيره قدمت السعودية ملفها الخاص لإقناع "الفيفا" والعالم بأكمله، باستضافة كأس العالم في نسخة استثنائية، واضعة ضمن ملفاتها الكبرى ونقاط الجذب والقوة، ثقافتها السعودية وتراثها وهويتها الحضارية، وقد ظهر ذلك جليا في جميع التصاميم البصرية كهويات مجسدة لخطاب ومكان وتاريخ الاستضافة الكروية التي ستمثل استثناء كرنفاليا بمستوى عالمي ودولي، لجهة استكمال الأسس والمعايير الفنية لإطلاق شعلة اللحظة التاريخية لمحفل عالمي بهذين المستوى والحجم.

لمعرفة الأبعاد الاجتماعية والثقافية والفلسفية والعمرانية والحضارية لهذا الحدث التاريخي، التقت "المجلة" متخصصين في مجالات متعددة، لمعرفة آرائهم في الآثار المحتملة لهذه الاستضافة.

التنوع الثقافي

يقول الدكتور الحبيب الدرويش، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك فيصل، إن كرة القدم "تلعب دورا أساسيا في تعزيز التماسك الاجتماعي والثقافي والإنساني بسبب عالميتها وجاذبيتها وسهولة ممارستها والانفعالات التي تثيرها وقدرتها على جمع الأفراد معا وتأثيرها في الهوية الثقافية".

ويضيف الدرويش: "يمتد تأثير هذه الرياضة إلى ما هو أبعد من الميدان، حيث تمس الحياة اليومية، وتؤثر في العلاقات الاجتماعية، وتعزز الاندماج وتولد القيم المشتركة داخل المجتمع. فهي تجمع الأفراد معا، بغض النظر عن أعمارهم أو أصولهم أو أوضاعهم الاجتماعية. وتقوم النوادي والفرق بإنشاء مجتمع موحد يجد فيه الجميع مكانهم.

وينطبق هذا بشكل خاص على المملكة العربية السعودية التي تنتشر فيها هذه اللعبة الشعبية بشكل لافت حيث صارت ظاهرة اجتماعية كلية منتشرة بشكل أفقي، وتحظى باهتمام جميع مكونات المجتمع. ولهذه الأسباب نجحت المملكة في قرعة الفوز باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم سنة 2034".

تمس الحياة اليومية، وتؤثر في العلاقات الاجتماعية، وتعزز الاندماج وتولد القيم المشتركة

الحبيب الدرويش

ويُعَدّ اهتمام المملكة العربية السعودية بالرياضة عموما وبلعبة كرة القدم خصوصا، وتقدّمها بملف متكامل لاستضافة كأس العالم لسنة 2034 توجّها له ما يبرره، باعتبار أن المملكة تعتبر فاعلا دوليا بارزا في المجالات كافة، وبالنظر إلى المزايا العديدة التي سيجنيها البلد المستضيف للحدث الرياضي الأكبر في العالم من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية على المستويين المحلي والدولي.

الدكتور الحبيب درويش

يقول الدرويش: "تسعى المملكة العربية السعودية من خلال استضافتها كأس العالم إلى المزج بين الرياضة والثقافة العربية الأصيلة بوصفها جزءا أساسيا من تجربة هذا الحدث الرياضي الأكبر في العالم، فالأحداث الرياضية الكبرى هي مهرجان عالمي يبرز الثقافة العالمية، وهي لا تسلط الضوء على الرياضة فحسب، بل على التنوع الثقافي أيضا، وتجمع بين الأمم، وتدعم التبادل، وتعزز الشعور الإنساني من خلال المنافسة الرياضية. ومن ثم فإن كرة القدم تضع نفسها كوحدة موحدة في عالم منقسم في بعض الأحيان.

باختصار، كرة القدم أكثر من مجرد لعبة، فهي تجسد ديناميكية اجتماعية وثقافية قوية. وتأثيرها على العلاقات الإنسانية والقيم المجتمعية يجعلها عنصرا أساسيا في واقعنا المعاصر. ويكمن تأثير كرة القدم في التماسك الاجتماعي كونها تخلق روابط بين الأفراد من خلفيات متنوعة، مما يعزز الشعور بالانتماء. كما أنها تعد جسرا بين الثقافات المختلفة، مما يسمح بالتبادل والتفاهم، وبالنسبة إلى العديد من المشجعين في العالم، تعتبر كرة القدم فرصة للالتقاء وتكوين الصداقات".

العالم يتحدث لغة واحدة

من جانبه، يرى الأكاديمي عبد الله الأسمري المتخصص باللغات وعلومها، بجامعة الملك سعود، أنه "لا توجد مناسبة رياضية يتعطش الناس في مشارق الأرض ومغاربها لها مثل كأس العالم التي تهل علينا كل أربعة أعوام. يبدو أن ثقافات العالم المختلفة ولغاتها المتعددة ووشائجها التاريخية والمجتمعية المتباينة قد انصهرت في كرة القدم وذابت في المستطيل الأخضر، فهنا يركض اثنان وعشرون لاعبا يمثلون ثقافات ولغات مختلفة، ولكنهم يعرفون أن كرة القدم لها منطقها الخاص ولغتها الجامعة التي يفهمها عشاق المستديرة ومريدوها وهم كثر في امتداد الكرة الأرضية".

الأستاذ عبد الله الأسمري

وحول معنى استضافة السعودية كأس العالم عام 2034 من منظور اللغة بوصفها أداة التواصل الرئيسة بين البشر، يقول الأسمري: "من المعلوم أن المملكة العربية السعودية من الدول التي لا يتحدث الناس فيها سوى لغة واحدة وهي اللغة العربية ولا يوجد فيها لغة أجنبية رسمية أخرى كما هو الحال في كندا التي تتحدث بلسانين-إنكليزي وفرنسي- وليست كالهند التي تتزاحم فيها اللغات مما جعلها تتوسل بالإنكليزية لغة رسمية للبلاد. لم يعد اختلاف اللسان من بلد إلى آخر يمثل عائقا للتواصل، فملايين من البشر ترتحل إلى بلدان أخرى سعيا للعمل أو التماسا للتجارة أو طلبا للسياحة والاستجمام. مع ذلك فإن الدول المستضيفة تسعى لإزالة كل حاجز لغوي يحول دون استمتاع عشاق المستديرة بهذه التجربة الفريدة. ومع أن ثمة حاجة ملحة لأخذ التمايز اللغوي في الحسبان، إلا أن الأمر لن يكون تحديا كبيرا، فهناك جيل سعودي من المترجمين والمترجمات على درجة عالية من التأهيل العلمي في لغات شتى سيكون لهم دور كبير في تيسير سبل التواصل بين الناس في هذا المحفل الرياضي الكبير".

كرة القدم لها منطقها الخاص ولغتها الجامعة التي يفهمها عشاق المستديرة ومريدوها وهم كثر في امتداد الكرة الأرضية

عبد الله الأسمري

يضيف الأسمري: "هناك أيضا تطور مذهل يحصل الآن في وسائط الترجمة الإلكترونية التي يغذيها الذكاء الاصطناعي والتي تتسارع وتيرة دقتها وسهولة استخدامها يوما بعد آخر. وهناك أمر ثالث يجعل من التمايز اللغوي عنصرا إيجابيا، فهناك عبارات تولد من رحم هذه التظاهرة الكروية، وهناك ألفاظ تُسك يتداولها عشاق هذه اللعبة بجنون محموم، وهناك أيضا شغف يحدو بعضا ممن يأتي إلينا في اكتشاف جوانب اللغة التي ينطق بها أهل الدولة المستضيفة".

ويختتم الأسمري حديثه بمقولة للكاتب الأوروغواياني إدواردو غاليانو في كتاب له حول كرة القدم: "إن مباراة كرة القدم هي أكثر من مجرد عرض رياضي، إنها أشبه بمراسم احتفالية مبهجة، تولد من خلالها هوية جامعة".

رسائل متبادلة

في السياق ذاته يجزم الروائي السعودي علوان السهيمي بأن "المناسبات الرياضية لا تعنى بالرياضة وحدها، إنما هي إرسال رسائل عدة لثقافات الناس وشعوبهم، وكأس العالم، هي أكبر مناسبة رياضية على هذا الكوكب، يشترك فيها العديد من الدول، بثقافاتهم وحضاراتهم. إنها المكان المناسب الذي يمكن أن يقدم الناس ما يعتقدونه من خلاله".

علوان السهيمي

ويرى السهيمي أن استضافة كأس العالم 2034 في المملكة العربية السعودية "فرصة جيدة للتعاطي مع الثقافات المختلفة، وأيضا هو فرصة لتقديم أنفسنا للعالم، بكل ما نعتقده من ثقافة وحضارة، والمملكة العربية السعودية بلد يحمل من التنوع الثقافي الشيء الكبير، وأتصور أن توزيع مجموعات البطولة على أماكن عدة فكرة إيجابية، لأن لكل مكان من هذه الأمكنة ثقافته الخاصة، وبالتالي نستطيع أن نبيّن للعالم إلى أي مدى نحمل من التنوع في هذا البلد العظيم".

ويشدد السهيمي على ضرورة "أن تلعب وزارة الثقافة دورا كبيرا في هذه الاستضافة من خلال كل هيئاتها، وذلك لتنظيم فعاليات ثقافية على هامش الفعاليات الرياضية، واستثمار كل القادمين إلى المملكة من مشجعين وممثلين لبلدانهم وثقافاتهم. فالإنسان لا يتغير في هذا العالم، فهمومه واحدة، ورؤيته للعالم تقترب وتبتعد بقدر ضئيل من الآخرين، لكن ما يميز إنسان مكان ما عن إنسان آخر، هو تلك الخصوصية التي يمثلها في بلده، وأعتقد بأنه ينبغي أن نتماهى مع كل الثقافات الأخرى وخصوصية الآخرين بفتح المجال لهم لتقديم ثقافاتهم، وأيضا لإلقاء الضوء على خصوصيتنا نحن كمجتمع سعودي".

ينبغي أن نتماهى مع كل الثقافات الأخرى وخصوصية الآخرين بفتح المجال لهم لتقديم ثقافاتهم، وأيضا لإلقاء الضوء على خصوصيتنا نحن كمجتمع سعودي

علوان السهيمي

إن كأس العالم، بالنسبة إلى السهيمي، هي حدث عالمي ضخم لا ينبغي أن يبقى في إطار الرياضة وحدها، فالناس يحبون الفن والأدب والموسيقى والطهي والأزياء والجمال بالقدر الذي يحبون فيه الرياضة، لذا يجب أن نستثمر هذا الحدث في تقديم فننا وأدبنا وموسيقانا وطبخنا وأزيائنا وجمالنا لكل الناس".

"لا أشك أبدا – يختم السهيمي كلامه- في قدرة بلدنا على تنظيم هذا الكرنفال على أكمل وجه، إننا قادرون على أن نستضيف العالم كله، فبلدنا بإمكاناته وموارده وشعبه العظيم، قادر على أن يستقبل العالم كله ليس في كأس العالم فقط، إنما في كل أيام السنة".

فرصة إعلامية

أما عن الأثر الإعلامي ودوره في الإسهام بنقل الثقافة السعودية خلال تنظيم المملكة لحدث مونديال كأس العالم بعد عقدٍ من الآن، فيشير أستاذ الإعلام المرئي والمسموع المساعد الدكتور عيسى محمد القايدي إلى أن "فوز المملكة بهذا التنظيم يشكل فرصة استثنائية ونوعية لنقل الثقافة السعودية إلى العالم، حيث تساهم هذه البطولة في تعزيز الهوية الوطنية وإبراز التنوع الثقافي والتاريخي والحضاري للمملكة، ولا شك أن الإعلام يلعب دورا محوريا ورئيسا في تحقيق هذا الهدف من خلال تقديم صورة شاملة ومتميزة ومنوعة عن الثقافة السعودية إلى جمهور عالمي متنوع".

الدكتور عيسى القايدي

ويشمل قياس الأثر الإعلامي لهذه التظاهرة، تحليل مدى تأثير الرسائل والمحتويات الإعلامية في تشكيل تصورات الجماهير عن السعودية وثقافتها. ويعتمد ذلك، وفقا للقايدي، على أدوات متنوعة، مثل تحليل المحتوى الإعلامي، وتحليل البيانات الضخمة، واستطلاعات الرأي، ورصد التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما يُظهر نجاح الحملات الإعلامية من خلال زيادة الوعي الدولي بالثقافة والحضارة السعودية، وتشجيع السياحة، وتعزيز صورة المملكة كوجهة رياضية وثقافية عالمية تعمق ثقافة وقيم السلام والتعايش".

يجب تعزيز الشراكات مع وسائل الإعلام الدولية لضمان نقل رسائل تعكس القيم والموروث السعودي بشكل متوازن واحترافي

عيسى محمد القايدي

ويرى الدكتور القايدي حسب خبرته في الإعلام السعودي "أن الإعلام يمكنه الاسهام بشكل فعال في نقل الثقافة السعودية من خلال التركيز على إبراز الفنون والعادات والتقاليد والمأكولات واللباس التقليدي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التطورات الحديثة مثل المشاريع الكبرى كمدينة نيوم والقدية ومشروع البحر الأحمر والدرعية وغيرها من المشاريع الكبرى التي تشهدها المملكة، كما يساهم في توظيف الشخصيات الثقافية والرياضية كسفراء لنقل الصورة الإيجابية للمملكة".

 Andy Potts

ويختتم القايدي حديثه: "بات من الضروري والمهم تطوير استراتيجيا إعلامية شاملة تستهدف مختلف الشرائح، مع التركيز على استخدام الوسائل الرقمية والمنصات العالمية لضمان الوصول إلى أوسع نطاق عالمي ممكن. كما يجب تعزيز الشراكات مع وسائل الإعلام الدولية لضمان نقل رسائل تعكس القيم والموروث السعودي بشكل متوازن واحترافي. ويمكن القول إن قياس الأثر الإعلامي يُعد أداة أساسية لتقييم نجاح الجهود الإعلامية في تسويق الثقافة السعودية خلال بطولة كأس العالم 2034 المنتظرة بشغف".

تنظيم الحدث الأكبر على مستوى العالم يساهم بشكل كبير في التعرف الى الثقافة السعودية بموروثها الثقافي والتاريخي والحضاري

عماد الصاعدي

وفي نطاق الإعلام أيضا، يقول مدير فرع هيئة الصحافيين السعوديين بمنطقة المدينة المنورة عماد الصاعدي: "يظل للإعلام دور مهم في نقل الثقافات والحضارات المختلفة بين الشعوب، وله أهمية بالغة في الوصول الى الجماهير وتأثيره في الرسالة الإعلامية ونحن مقبلون على فترة ذهبية مهمة في تاريخ الرياضة السعودية لجهة تنظيم الحدث الأكبر على مستوى العالم وهذا يساهم بشكل كبير في التعرف الى الثقافة السعودية بموروثها الثقافي والتاريخي والحضاري ويتحقق منه العديد من الجوانب، منها تعزيز الهوية الثقافية، والترويج للسياحة، وتعزيز الصورة الإيجابية، ونقل الصورة الواقعية للجهود المقدمة في ملفات هذا التنظيم من خلال قياس الأثر وجوانبه وأبعاده ومدى التغطية الإعلامية التي واكبته في بدايته منذ الإعلان عنه حتى آخر يوم في البطولة والتحليل الدقيق لمدى التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والأخذ باستطلاعات الرأي في مثل هذه التظاهرة العالمية".

الأستاذ عماد الصاعدي

آفاق معمارية

وحول ما يتعلق بمنظور حضاري مختلف سمته الجانب المعماري الذي يمكننا بموجبه قياس أثر التصميم المعماري لملاعب كأس العالم 2034 على المجتمع السعودي والعالم، يقدم المعماري السعودي المهندس سلطان البدران مؤسس مبادرة "آرتش المعمارية" قراءة مختلفة يشير خلالها إلى أنه "لا يمكن فصل الملاعب عن التأثير الذي تحدثه في حياة الناس، فهي أكثر من مجرد منشآت رياضية، إنها ساحات تُبرز الهوية الوطنية وتعكس الطموح السعودي. فمن خلال تصاميم مستوحاة من التراث المحلي، تصبح الملاعب رمزا يعزز شعور المواطن بالفخر والانتماء. كما أنها تمكن الشباب وتفتح أمامهم آفاقا جديدة، سواء كمتفرجين يستمتعون بأجواء المباريات أو كرياضيين يحلمون بالمنافسة على أرضها. كما تتيح هذه الملاعب فرصة للناس للتجمع والتفاعل في أجواء مفعمة بالحماسة، مما يعزز الروابط المجتمعية ويقوي الوحدة الوطنية. ولا يقتصر دورها على ذلك؛ بل تساهم أيضا في دعم الرياضة النسائية، حيث صُممت الملاعب لتكون صديقة للأسرة ومهيأة لاستقبال الجميع".

ويرى البدران أن تأثير الملاعب "يمتد ليشمل العديد من المجالات. فمع كل ملعب جديد، تتحرك عجلة الاقتصاد المحلي، إذ تستقطب هذه المشاريع استثمارات محلية ودولية، وتخلق فرص عمل جديدة للمواطنين في مختلف القطاعات، بدءا من البناء وحتى إدارة الفعاليات".

من خلال تصاميم مستوحاة من التراث المحلي، تصبح الملاعب رمزا يعزز شعور المواطن بالفخر والانتماء

سلطان البدران

ويضيف أن الفعاليات الرياضية الكبرى التي تستضيفها الملاعب تعزز نشاط السياحة، حيث يتوافد الزوار من داخل المملكة وخارجها، مما يزيد الطلب على خدمات الفنادق والمطاعم والمتاجر. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل تشجع الملاعب على تنمية الاستثمار العقاري في المناطق المحيطة بها، حيث تتحول الأحياء إلى مراكز جذب حضري. وتمثل هذه المنشآت أيضا منصة لرواد الأعمال لتقديم أفكار مبتكرة في مجالات الترفيه والخدمات المرتبطة بالرياضة. من بيع التذكارات إلى تقديم تطبيقات ذكية، توفر الملاعب فرصا لتطوير الاقتصاد الرقمي والمشاريع الصغيرة".

المهندس سلطان البدران

ويرى البدران في ختام قراءته من واقع استلهامه للرؤية الوطنية للمملكة على ضوء حدث استضافة المملكة لكأس العالم: "من خلال هذه الملاعب، ستقدم المملكة نموذجا فريدا في كيفية الجمع بين الهوية المحلية والطموح العالمي. فكما استعرضت المكسيك ثقافتها في أولمبياد 1968، وكما حولت جنوب أفريقيا ملاعبها إلى رموز أفريقية خلال كأس العالم 2010، تستعد المملكة لتقديم تجربة استثنائية تحكي قصة الإنسان السعودي عبر تصاميم مستوحاة من البيئة والتراث المحلي. فهذه الملاعب ليست مجرد مواقع للأحداث الرياضية، بل هي معالم تستحضر حكايات الماضي وتفتح أبواب المستقبل. إنها شهادة على طموح المملكة ورغبتها في وضع المواطن في قلب كل مشروع، لتعكس رؤيتها في بناء مستقبل مستدام ومزدهر".

font change

مقالات ذات صلة