تُعدّ استضافة كأس العالم لكرة القدم، هذه اللعبة الأكثر شعبية وتأثيرا على شعوب العالم باختلاف ثقافاتهم ولغاتهم، هدفا ساميا تسعى إليه جميع الدول التي تلعب دورا كبيرا ومحركا رئيسا في السياسة والثقافة العالميتين.
لأجل ذلك وغيره قدمت السعودية ملفها الخاص لإقناع "الفيفا" والعالم بأكمله، باستضافة كأس العالم في نسخة استثنائية، واضعة ضمن ملفاتها الكبرى ونقاط الجذب والقوة، ثقافتها السعودية وتراثها وهويتها الحضارية، وقد ظهر ذلك جليا في جميع التصاميم البصرية كهويات مجسدة لخطاب ومكان وتاريخ الاستضافة الكروية التي ستمثل استثناء كرنفاليا بمستوى عالمي ودولي، لجهة استكمال الأسس والمعايير الفنية لإطلاق شعلة اللحظة التاريخية لمحفل عالمي بهذين المستوى والحجم.
لمعرفة الأبعاد الاجتماعية والثقافية والفلسفية والعمرانية والحضارية لهذا الحدث التاريخي، التقت "المجلة" متخصصين في مجالات متعددة، لمعرفة آرائهم في الآثار المحتملة لهذه الاستضافة.
التنوع الثقافي
يقول الدكتور الحبيب الدرويش، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك فيصل، إن كرة القدم "تلعب دورا أساسيا في تعزيز التماسك الاجتماعي والثقافي والإنساني بسبب عالميتها وجاذبيتها وسهولة ممارستها والانفعالات التي تثيرها وقدرتها على جمع الأفراد معا وتأثيرها في الهوية الثقافية".
ويضيف الدرويش: "يمتد تأثير هذه الرياضة إلى ما هو أبعد من الميدان، حيث تمس الحياة اليومية، وتؤثر في العلاقات الاجتماعية، وتعزز الاندماج وتولد القيم المشتركة داخل المجتمع. فهي تجمع الأفراد معا، بغض النظر عن أعمارهم أو أصولهم أو أوضاعهم الاجتماعية. وتقوم النوادي والفرق بإنشاء مجتمع موحد يجد فيه الجميع مكانهم.
وينطبق هذا بشكل خاص على المملكة العربية السعودية التي تنتشر فيها هذه اللعبة الشعبية بشكل لافت حيث صارت ظاهرة اجتماعية كلية منتشرة بشكل أفقي، وتحظى باهتمام جميع مكونات المجتمع. ولهذه الأسباب نجحت المملكة في قرعة الفوز باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم سنة 2034".