استقبل الشعبويون في أوروبا إعادة انتخاب دونالد ترمب بسعادة غامرة. فاليمين يتقدم في القارة حتى قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، إذ فاز حزب "الحرية" بالانتخابات العامة في النمسا في سبتمبر/أيلول، بعد أسابيع قليلة من تحول حزب "البديل من أجل ألمانيا" إلى أول حزب يميني متطرف يسيطر على انتخابات برلمانية في ولاية ألمانية منذ الحرب العالمية الثانية.
ويضاف هذا إلى قائمة الشعبويين الأوروبيين الذين وصلوا من قبل إلى السلطة في كل من هولندا وإيطاليا والمجر، بينما حقق اليمينيون في كل من المملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا والبرتغال نتائج جيدة في الانتخابات الأخيرة. ويبدو أن عودة ترمب تمضي في هذا الاتجاه، فقد سارع كثير من الشعبويين إلى ربط الأحداث في الولايات المتحدة مع تعزيز قضيتهم الخاصة. فأعلن خيرت فيلدرز، زعيم "حزب الحرية" في هولندا، الملقب بـ"ترمب الهولندي"، أن "الوطنيين يفوزون بالانتخابات في جميع أنحاء العالم"، بينما أمضى نايجل فاراج، زعيم حزب "الإصلاح" البريطاني، ليلة الانتخابات الأميركية وهو يحتفل في منتجع مارالاغو الذي يملكه ترمب.
وربما كان محتما أن يتوقع كثيرون، سواء كانوا من اليمينيين المتفائلين أو من اليساريين والمعتدلين الخائفين، أن يعزز انتخاب ترمب القضية الشعبوية في أوروبا. إلا أنه من المرجح أن يكون الواقع أكثر تعقيدا ودقة. ففي حين يشترك الجميع في عدائهم للهجرة، ومعارضة "اليقظة" والقومية المحلية، فإن الشعبويين، سواء في الولايات المتحدة أو في أوروبا، بينهم الكثير من الاختلافات. ومع أن اليمين الأوروبي قد يرحب بانتخاب ترمب، فإن عودته إلى البيت الأبيض ستحمل معها تحديات كما ستحمل فرصا محتملة في الوقت نفسه.
أهي دفعة قوية لـ"فاراج"؟
يعد فاراج واحدا من أكثر المستفيدين المتوقعين من عودة ترمب إلى السلطة. فحتى قبل انتخاب ترمب أول مرة عام 2016، كان فاراج يتودد إلى الرئيس المنتخب. بعد أن أدى فاراج دورا بارزا في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت)، وقد توجه فاراج إلى الولايات المتحدة ودعاه ترمب لإطلاعه على النتائج. كما تحدث فاراج في تجمعات ترمب، وحضر شخصيا لتهنئته بعد فوزه عام 2016. ومنذ ذلك الحين، زار فاراج الولايات المتحدة مرات عديدة للانضمام إلى معسكر ترمب، وأظهر ولاءه بشكل حاسم حتى بعد الهزيمة أمام جو بايدن عام 2020. وخلال انتخابات عام 2024، زار فاراج الولايات المتحدة عدة مرات أخرى، منها زيارة لإظهار تضامنه العاجل مع ترمب عقب تعرضه لمحاولة الاغتيال في بنسلفانيا، كما التقطت له صور مرات عدة مشاركا في التجمعات وهو يرتدي قبعة أنصار ترمب.