مرصد كتب "المجلة"... جولة على أحدث إصدارات دور النشر العربية

AlMajalla
AlMajalla

مرصد كتب "المجلة"... جولة على أحدث إصدارات دور النشر العربية

نتعرّف من خلال هذه الزاوية إلى أحدث إصدارات الكتب العربية، في الأدب والفلسفة والعلوم والتاريخ والسياسة والترجمة وغيرها. ونسعى إلى أن تكون هذه الزاوية التي تطلّ كلّ أسبوعين مرآة أمينة لحركة النشر في العالم العربي.

الكتاب: أساطير ودماء

الكاتب: عبد الله بن محمد الرشيد

الناشر: دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع – لبنان

عبر أربعة فصول وملحق إضافي يبحث الكاتب السعودي عبد الله بن محمد الرشيد في كتابة "أساطير ودماء" عن جذور العنف والتطرف في الحركات الإسلامية المتشددة، عبر فروع متعددة ابتداء من البحث في "تنظيم 65" وعلاقة محمد قطب به الذي يقول عنه إنه يدور في فلك أخيه الأكبر، والمقصود هنا سيد قطب، ويُرجع أصل أفكار سيد قطب والجماعات الإسلامية إلى نظرية الحاكمية لأبي الأعلى المودودي، وتبني فكرة الجاهلية التي وسم بها المجتمعات الإسلامية، وكذلك علاقة محمد قطب بما يسمى "الصحوة" في الخليج العربي، إذ إنه انتقل للعيش في مكة المكرمة بعد خروجه من السجن في مصر. ثم يبحث في علاقة إيران بجماعات التطرف ويمضي خلف فكرة الإمام المنتظر نحو جذورها وماذا تعني من الوجهتين الدينية والسياسية. يكشف الكاتب أيضا عن محاضر اللقاء الذي تم بين عماد مغنية أحد قادة حزب الله اللبناني، وأسامة بن لادن رئيس تنظيم القاعدة. وينتقل ليكشف عن علاقة محمد مرسي (الرئيس المصري السابق) بأفكار سيد قطب كما يرى المؤلف.

مناقشات كثيرة في النظرية الإسلامية لتلك الحركات وفي الواقع الحركي التنظيمي لها، وتأثيرها على شعوب المنطقة في الخليج وباقي الدول العربية على حد سواء.

مناقشات كثيرة في النظرية الإسلامية لتلك الحركات وفي الواقع الحركي التنظيمي لها، وتأثيرها على شعوب المنطقة

يصل الكاتب إلى خلاصة يقول فيها: "لقد أثبتت تجارب الأيام أن تلك الحركات والجماعات هي مجرد وجوه متعددة لنتيجة واحدة، فهم جميعا يعودون إلى منبع واحد، يوحدهم هدف واحد، وتجمعهم غاية واحدة؛ غاية الوصول إلى السلطة مهما كلف الأمر، ومهما سُفك في سبيل ذلك من الدماء وأُزهقت الأرواح وتدمرت المدن والبلدان، لذا فإن الدروس المؤلمة التي أفرزتها تلك المرحلة تحتم علينا المسؤولية أن نكون على وعي مستمر بخطر تلك الحركات المتطرفة -أيا كان اسمها- وأن نتذكر دائما أن النتيجة الحتمية لفكر هذه الجماعات هو الدم والقتل والفوضى والخراب".

الكتاب: إضاءات على مسرح فرحان بلبل وفرقة المسرح العمالي بحمص 1973 - 2011

الكاتب: عبد الكريم عمرين

الناشر: دار كنعان – سوريا

هذه دراسة شاملة وغنية قدمها الكاتب والمسرحي السوري عبد الكريم عمرين، وسلط فيها ضوءا كاشفا على مسرح فرحان بلبل، أحد أهم مسرحيي سوريا على امتداد أكثر من نصف قرن تأليفا وإخراجا، وكذلك على فرقة المسرح العمالي بمدينة حمص (وسط سوريا)، وذلك بعنوان "إضاءات على مسرح فرحان بلبل وفرقة المسرح العمالي بحمص 1973 – 2011".

يعرض المؤلف في المقدمة أنه كان من مؤسسي فرقة المسرح العمالي بحمص، وكذلك لدوره في نهضة المسرح السوري انطلاقا من العام 1968 عبر النشاط المدرسي بداية إلى أن تعرّف في العام 1969 على فرحان بلبل الذي يصفه بـ "المعلم" على مدار الكتاب في نوع من الوفاء والحب، فقد أسند إليه دور البطولة في أول عمل أخرجه، ولم تنقطع علاقتهما المسرحية والشخصية على مدار الأعوام. استمرت الفرقة في نشاطها المؤثر والدؤوب أربعين عاما جالت خلالها قرى ومدنا سورية كثيرة وشاركت في أهم الفعاليات المسرحية السورية، مثل المهرجان المركزي في دمشق ومسرح الهواة والمسرح العمالي ومهرجان المسرح العربي، وحصدت جوائز كثيرة تأليفا وإخراجا وتمثيلا، إلى أن توقفت مع انطلاق الثورة السورية 2011 ثم الحرب الرهيبة التي شتتت -بصور مختلفة- أعضاء الفرقة.

يعرض في القسم الأول المعنون "إضاءات على مسرح فرحان بلبل" لما يعتبره "أهم" عناصر النص المسرحي منذ الإغريق وهو "الشخصية المسرحية"، وذلك في فصل خاص: "الشخصية النموذجية في الأدب المسرحي". ويبحث كذلك في بناء الدور المسرحي عند الممثل بعنوان "البرهان والعرفان - تأملات في الممثل والمتصوف"، وفي الحقيقة فإن عمرين يربط دائما في كتابه هذا بين المسرحي - الممثل والمتصوف، إذ إنه يجد شبها بينهما من حيث الانحياز للمسرح وتفضيله على أي أمر آخر، ليس على المستوى الثقافي فحسب، بل على المستوى الحياتي اليومي، ومن حيث التضحية لأجل المسرح، والمكابدة، إلى ما هنالك من صفات معروفة وسائدة في الوعي الثقافي والشعبي تنطبق على المتصوف، ويجدها المؤلف تنطبق هي ذاتها على الممثل.

كتاب شامل ينطوي على الكثير من التاريخ والثقافة والاجتماع والسياسة

ثم يبحث في "صورة البطل المسرحي عند فرحان بلبل" عبر تقديم دراسات تطبيقية نقدية على الكثير من مسرحيات بلبل التي قدمها على المسارح من حيث النص والإخراج والأدوار وأداء الممثلين والإضاءة وغير ذلك على نحو تفصيلي.

أما القسم الثاني من الكتاب فقد خصص لفرقة المسرح العمالي بحمص من العام 1973 حتى العام 2011، وعبر ذلك يعرض لمراحل تطور المسرح في هذه المدينة الكبيرة إلى أن تأسست الفرقة الشهيرة.

كتاب شامل، ينطوي، إضافة إلى المسرح، على الكثير من التاريخ والثقافة والاجتماع والسياسة، إذ إن المسرح متشابك مع ذلك كله.

الكتاب: الحياة السرية لمها توفيق

الكاتبة: هبة عبد العليم

الناشر: منشورات المتوسط - إيطاليا

تدور رواية "الحياة السرية لمها توفيق" للكاتبة المصرية هبة عبد العليم حول مترجمة ومصورة فوتوغرافية هي السيدة مها توفيق، التي تتعرض لصدمة غيّرت حياتها كلها لمّا انفصل عنها زوجها دون أن يبدي أسبابه حول ذلك، بعد ذلك تنتقل للعيش مع أسرتها، إلا أنها تختلف معها بسبب نزوعها الاستقلالي وكبريائها وعدم السماح، لا سيما لأخيها، بالتدخل بحياتها، الأمر الذي أدى إلى أن تتخذ قرارها بالعيش لوحدها في شقة بعيدة. خلال ذلك تشعر بشدة نفسية نتيجة العزلة التي تعيشها والتعقيد الذي صبغ حياتها، فتلجأ إلى طريق محفوف بالمخاطر ومدان أخلاقيا للخروج من عزلتها وشكل حياتها المضطرب، وهذا الطريق هو اللجوء لإقامة علاقات مع رجال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستخدمة أسماء مزيفة مع كل رجل تتعرف إليه، بين المهندس والداعية الديني والطبيب... وخلال ذلك تتطور علاقاتها معهم باتجاهات مختلفة، وتصل غالبا إلى نتائج كارثية.

عبر القصص المتخفية وراء الرجال ووراء الشخصيات الأخرى نتعرف إلى نوعية مهولة من الاضطرابات النفسية والاجتماعية المتواجدة في مجتمعاتنا عموما، وقد تمكنت الكاتبة من نقل تلك الحالات والاضطرابات بلغة واضحة وتعبير سليم: "يخايلنا الموت في كل لحظة. يختفي تحت مقاعد السينما. يراوغنا في انحناءات الطرق المألوفة. يختبئ بين رفوف محلات البقالة الكبرى. يجلس على المقعد المجاور في الحافلات المزدحمة، وفي عيادات الأطباء النفسيين الذين يملؤون ساعات الزيارة بحديث عن ضرورة المواجهة والشجاعة التي يجب أن يكون عليها القلب المفطور".

تعالج الكاتبة موضوعا مهما قلما تطرقت له الرواية العربية، نظرا لجرأته وخطورته

تعالج الكاتبة موضوعا مهما قلما تطرقت له الرواية العربية، نظرا لجرأته وخطورته، علاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة عندما يصدر عن كاتبة امرأة ضمن ثقافة يغلب عليها الطابع الذكوري، بما يعنيه ذلك من تأويلات متنوعة، مضادة غالبا للمرأة. ومن هذه النقطة يمكن أن تكون الرواية تحذيرية.

الكتاب: قاموس الفلسفة

الكاتب: مجموعة من المؤلفين

المترجم: لطفي السيد منصور

الناشر: دار الرافدين – لبنان – العراق

يبدو أن الناشر والمترجم ارتأيا عدم ذكر أسماء المؤلفين على غلاف كتاب "قاموس الفلسفة" منعا -ربما- لوضع أسماء كثيرة عليه، واكتفيا بذكر المترجم لطفي السيد منصور. لكن في متن الكتاب نعرف مؤلفيه: جاكلين روس، نويلا باراكان، آن بودار، جان دوجويه، جاكلين لافيت، فرنسوا رايب، جويل ويلفير.

هذا القاموس يتميز عن غيره في أنه لم يكتفِ بتعريف المصطلح الفلسفي فحسب، بل يبحث في المناخ المعرفي الذي ظهر عبره، ويبحث في السياق الذي ظهر فيه عبر إيراد النص الأول الذي ذكره، وتحديد الحقل الفلسفي الذي ينتمي المصطلح إليه، مثل نظرية الأبستمولوجيا، والأخلاق، والتحليل النفسي، وما إلى ذلك، وويحدد أسباب اعتماده. إنه دراسة في الفلسفة إضافة إلى أنه تعريف بمصطلحاتها. فوق ذلك فهو يزيل التعاريف المختلفة للمصطلحات عبر ذلك التحديد الدقيق لها ولسياقاتها.

يحتوي الكتاب على المفاهيم الأساسية، من الأكثر تقليدية إلى الأكثر معاصرة، والضرورية لفهم الفكر الفلسفي، وتكمن أصالته في عملية إعطاء الكلمة للفلاسفة لتحديد المصطلحات التي يستخدمونها، سواء أكانت المفاهيم الكلاسيكية العظيمة أم المفاهيم التي يبتكرونها؛ ولذلك سيتم تعريف المصطلحات بشكل أساسي من خلال اقتباسات من المؤلفين، وبالتالي إيجاد ديناميكية محددة لتاريخهم.

يحتوي الكتاب على المفاهيم الأساسية، من الأكثر تقليدية إلى الأكثر معاصرة، والضرورية لفهم الفكر الفلسفي

كما يفسح هذا القاموس المجال، من ناحية للمفاهيم الأصلية والمفردات المستعارة من الفلسفة ومن التخصصات الأخرى التي تتغذى عليها، ومن ناحية أخرى للمفكرين المعاصرين الذين يبدعون ويجددون التفكير الفلسفي من خلال ترسيخه في عصرنا الراهن.

يعتقد الناشر أن ميزة القاموس تكمن في صرامته، وسهولة استخدامه، وأصالة منهجه، إنه لا يعرّف من أجل التعريف فحسب مثل العديد من الأعمال التجميعية من هذا النوع، بل يحدد المعاني الأساسية للمفاهيم من خلال الاستشهاد بالعبارات التي صيغت فيها، والنصوص الرئيسة التي توضحها، وبالتالي فهو يضع في الاعتبار خصوبة المفاهيم وثراءها، لن يجد القارئ هنا ذخيرة متسرعة من المعرفة المحنّطة، بل أداة أساسية لممارسة أصيلة للفلسفة.

إنه قاموس، وهو كذلك بحث فلسفي ومعرفي.

الكتاب: هند أو أجمل امرأة في العالم

الكاتبة: هدى بركات

الناشر: دار الآداب – لبنان

أمّ لديها ابنتان: هند وهنادي. شديدتا الجمال، الأمر الذي جعل الأم تبني توازنها النفسي على فخرها بجمال ابنتيها. تموت هند الفاتنة. فتبدأ لعبة الأم المريرة بمحاولة النظر إلى هنادي التي تشبه أختها على أنها إما هند، أو أنها وعدٌ بعودتها من الموت متجسدة بأختها. هنادي هي المرآة التي ترى فيها الأم صورة ابنتها الراحلة. إلا أن التراجيدي يحضر على نحو ساحق: تُصاب هنادي بمرض يسمى "الأكروميغاليا"، وهو مرض تضخم الأطراف والجسد، وقد حولها شيئا فشيئا إلى كائن مشوه، إلى مسخ! الأمر الذي يجعل ذلك التوازن النفسي ينهار كليا، خاصة مع فقدانها الأمل بشفائها، فتتخلص من ابنتها عبر وضعها في علية البيت، وتقديم الطعام والشراب وحاجياتها دون أن تراها.

تتمكن هنادي أخيرا من مغادرة العلية والهروب خارج المنزل، إلى عمتها التي تهتم بها وترسلها إلى فرنسا للعلاج، حيث تقيم هناك عمتها الثانية، لكن البنت المعذبة لم تجد عمتها في استقبالها ولم ترد على اتصالاتها، فتاهت في المطار إلى أن وجدتها غلوريا – المهاجرة الأفريقية التي أخذتها معها إلى بيتها ورعتها حتى جاء الوقت الذي توجب فيه على غلوريا أن تغادر فرنسا.

رواية مؤلمة على نحو كبير، رواية حيوات صعبة، ومصائر قاسية، وصراع مع المختلف الاجتماعي، وصراع هوية أيضا

شعرت هنادي أنها لم تستفد من علاجها في باريس، فأوقفته، واتجهت إلى حياة التشرد وأمكنة المشردين، وتعرفت إلى فرانسوا، صاحب اليد المقطوعة والإرادة الصلبة، والذي يكشف لها عن أصله العربي واسمه الحقيقي رشيد، عاشت معه في عرفته المتواضعة ونشأت بينهما علاقة حب. لكن، وكما يمكن أن يكون متوقعا في هذه الرواية، فإن العلاقة انتهت.

عادت إلى لبنان، إلى منزلها وأمها التي كانت ماتت. في الحقيقة فإن الرواية تبدأ من هذه اللحظة، ثم تعود إلى تلك الذكريات المهولة عبر مونولوج ذاتي طويل يجعل الرواية تجري وفق مستوى واحد لا انعراجات فيه ولا تقطّعات، سرد طغى عليه صوت الرواي فشغل المساحة الروائية كلها، أو أغلبها إذ ثمة بعض الشخصيات تتدخل بين المرة والأخرى في سرد مغاير إنما في مساحة ضيقة.

رواية مؤلمة على نحو كبير، رواية حيوات صعبة، ومصائر قاسية، وصراع مع المختلف الاجتماعي، وصراع هوية أيضا.

font change

مقالات ذات صلة