في عام 1883، تولى هارفي وايلي رئاسة قسم الكيمياء التابع لوزارة الزراعة الأميركية، ليبدأ بإجراء أبحاث مكثفة حول فساد الغذاء والأدوية في السوق الأميركية.
أسفرت تلك الأبحاث عن نشر سلسلة من التقارير بين عامي 1887 و1902 لاقت صدى واسعاً في المجتمع العلمي ووسائل الإعلام، مما ساهم في حشد الدعم الشعبي لإنشاء قوانين جديدة لضبط تجارة الغذاء والدواء على المستوى الفيديرالي.
في ذلك الزمان؛ كانت حملة وايلي النشطة ضد المواد المضافة الكيميائية في الغذاء خطوة أساسية نحو الإصلاح، وشهدت البلاد خلال ذلك الوقت تحولاً ملحوظاً في النظرة العامة الى الأمان الغذائي، خصوصاً بعد الكشف عن أخطار المنتجات التي تحمل تسميات مضللة.
بعد سنوات من الجهود التشريعية، وقع الرئيس ثيودور روزفلت قانون الغذاء والدواء النقي في يونيو/حزيران 1906، وهو القانون الذي أسس لبدء تنظيم سوق الغذاء والدواء في الولايات المتحدة بشكل رسمي.
على الرغم من القيود القضائية والتحديات التي واجهتها السلطات التنظيمية، استمرت إدارة الغذاء والدواء في تطورها من خلال قوانين إضافية، مثل قانون الأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل لعام 1938، الذي منحها صلاحيات واسعة لفرض الرقابة على الأدوية والمنتجات الغذائية والكشف عن الأدوية المقلدة والخطرة.
منذ ذلك الحين، أصبحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية حجر الزاوية في حماية صحة المواطنين في الولايات المتحدة، حيث تطور دورها ليشمل تقييم سلامة الأدوية الجديدة والتأكد من صحة الادعاءات العلاجية للمستحضرات الطبية.
والآن؛ تواجه تلك الإدارة مستقبلًا غامضًا وتتأهب لموجة من التغييرات الجوهرية في السياسات الصحية مع تولي إدارة ترمب الثانية زمام الأمور، وسط مخاوف من اضطرابات كبيرة تؤثر على أداء الوكالة.
وقد حذر رئيس إدارة الغذاء والدواء الأميركية المنتهية ولايته روبرت كليف من أن هذه التغييرات قد تهدد الاستقرار والفعالية التي وصلت إليها الوكالة في السنوات الأخيرة.
فمن المتوقع أن يلعب روبرت كينيدي جونيور، وهو ناشط بيئي معادٍ للقاحات، ومرشح لقيادة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في عصر ولاية ترمب الثانية، دورًا خطيرًا يتعلق بالسياسات الصحية؛ خاصة بعدما قال الرئيس المنتخب إنه سيسمح لكينيدي بالتحكم في مجموعة واسعة من الوكالات الصحية، بما في ذلك إدارة الدواء والغذاء الأميركية، وأعرب عن نيته تنفيذ تغييرات كبيرة في هذه الوكالات.
كينيدي، الذي يشتهر بتأييده لنظريات مؤامرة صحية عديدة، بدأ بالفعل بمراجعة السير الذاتية واقتراح أسماء لتولي المناصب العليا في القطاع الصحي. وقد أثارت هذه التحركات قلقًا واسع النطاق، حيث يخشى خبراء الصحة أن تؤدي رؤيته غير التقليدية إلى تعطيل النظام الصحي بدلاً من إصلاحه.
بداية القصة
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبعد انسحابه من السباق الرئاسي المستقل لدعم دونالد ترمب، صرح كينيدي في تجمع شعبي قائلاً: "نحن نخون أطفالنا بالسماح للصناعات الغذائية بتسميمهم". يأتي هذا التصريح كجزء من حملة طويلة الأمد أطلقها كينيدي ضد ما يعتبره مكونات غذائية ضارة تساهم في تدهور صحة الأميركيين.
في عام 1883، تولى هارفي وايلي رئاسة قسم الكيمياء التابع لوزارة الزراعة الأميركية، ليبدأ بإجراء أبحاث مكثفة حول فساد الغذاء والأدوية في السوق الأميركية.
أسفرت تلك الأبحاث عن نشر سلسلة من التقارير بين عامي 1887 و1902 لاقت صدى واسعاً في المجتمع العلمي ووسائل الإعلام، مما ساهم في حشد الدعم الشعبي لإنشاء قوانين جديدة لضبط تجارة الغذاء والدواء على المستوى الفيديرالي.
في ذلك الزمان؛ كانت حملة وايلي النشطة ضد المواد المضافة الكيميائية في الغذاء خطوة أساسية نحو الإصلاح، وشهدت البلاد خلال ذلك الوقت تحولاً ملحوظاً في النظرة العامة الى الأمان الغذائي، خصوصاً بعد الكشف عن أخطار المنتجات التي تحمل تسميات مضللة.
وبعد سنوات من الجهود التشريعية، وقع الرئيس ثيودور روزفلت قانون الغذاء والدواء النقي في يونيو/حزيران 1906، وهو القانون الذي أسس لبدء تنظيم سوق الغذاء والدواء في الولايات المتحدة بشكل رسمي.
على الرغم من القيود القضائية والتحديات التي واجهتها السلطات التنظيمية، استمرت إدارة الغذاء والدواء في تطورها من خلال قوانين إضافية، مثل قانون الأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل لعام 1938، الذي منحها صلاحيات واسعة لفرض الرقابة على الأدوية والمنتجات الغذائية والكشف عن الأدوية المقلدة والخطرة.
منذ ذلك الحين، أصبحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية حجر الزاوية في حماية صحة المواطنين في الولايات المتحدة، حيث تطور دورها ليشمل تقييم سلامة الأدوية الجديدة والتأكد من صحة الادعاءات العلاجية للمستحضرات الطبية.
والآن؛ تواجه تلك الإدارة مستقبلًا غامضًا وتتأهب لموجة من التغييرات الجوهرية في السياسات الصحية مع تولي إدارة ترمب الثانية زمام الأمور، وسط مخاوف من اضطرابات كبيرة تؤثر على أداء الوكالة.
وقد حذر رئيس إدارة الغذاء والدواء الأميركية المنتهية ولايته روبرت كليف من أن هذه التغييرات قد تهدد الاستقرار والفعالية التي وصلت إليها الوكالة في السنوات الأخيرة.
فمن المتوقع أن يلعب روبرت كينيدي جونيور، وهو ناشط بيئي معادٍ للقاحات، ومرشح لقيادة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في عصر ولاية ترمب الثانية، دورًا خطيرًا يتعلق بالسياسات الصحية؛ خاصة بعدما قال الرئيس المنتخب إنه سيسمح لكينيدي بالتحكم في مجموعة واسعة من الوكالات الصحية، بما في ذلك إدارة الدواء والغذاء الأميركية، وأعرب عن نيته تنفيذ تغييرات كبيرة في هذه الوكالات.
كينيدي، الذي يشتهر بتأييده نظريات مؤامرة صحية عدة، بدأ بالفعل بمراجعة السير الذاتية واقتراح أسماء لتولي المناصب العليا في القطاع الصحي. وقد أثارت هذه التحركات قلقًا واسع النطاق، حيث يخشى خبراء الصحة أن تؤدي رؤيته غير التقليدية إلى تعطيل النظام الصحي بدلاً من إصلاحه.
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبعد انسحابه من السباق الرئاسي المستقل لدعم دونالد ترمب، صرح كينيدي في تجمع شعبي قائلاً: "نحن نخون أطفالنا بالسماح للصناعات الغذائية بتسميمهم". ويأتي هذا التصريح كجزء من حملة طويلة الأمد أطلقها كينيدي ضد ما يعتبره مكونات غذائية ضارة تساهم في تدهور صحة الأميركيين.