بين "سقوط الأسد" و"مئة عام من العزلة": نقاط تقاطع وافتراقhttps://www.majalla.com/node/323656/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D9%88%D9%85%D8%A6%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%84%D8%A9-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B7-%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B7%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%82
في نهاية الحلقة الثامنة، من الجزء الأول من السلسلة التلفزيونية "مئة عام من العزلة"، تكتشف أورسولا، رفيقة خوسيه أركاديو بوينديا في الوصول إلى ماكوندو وبنائها، أن ما كانت تخشاه منذ البداية، بأن تنجب طفلا "له ذيل خنزير"، بحسب نذير أمها لها، قد تحقّق. تخاطب روح زوجها الراحل "لقد أنجبنا وحشا". وهذا الوحش هو ابنها الثاني أوريليانو بوينديا الذي سيخوض حروبا دموية طاحنة، تحت شعارات رنّانة، تنتهي بأن ينقضّ بقواته على ماكوندو نفسها لكي "يحرّرها" من المحافظين ومن "الليبيراليين" الخونة على السواء.
الحرب بوصفها غاية
حين يقرّر "الجنرال"، مثلما يسمّي نفسه، المضيّ في رحلته هذه، فإنه يعلن ببساطة أنه ذاهب إلى الحرب. تلك التي تصبح في حدّ ذاتها غاية وأسلوب حياة، لا تعود أرواح قومه نفسها، الذين انبرى مدافعا عنهم في البداية، مهمّة. فحربه "المقدّسة" تلك هي في حدّ ذاتها الهدف والغاية.
وإذ نشاهد رواية ماركيز اليوم، وقد انتقلت من صفحات الرواية الأشهر في القرن العشرين، إلى حيّز الصورة، على وقع ما تشهده منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما سوريا التي تحرّرت أخيرا من نظام الأسد، فإن شعورا قاهرا يفرض نفسه علينا: أن ما نشاهده ليس محض تخييل أدبي، وأن الظواهر الخارقة التي يشهدها عالم ماكوندو السحريّ، هي أكثر واقعية وأقلّ سحريّة مما كنا نظن. فكيف لا نقارن، مثلا، بين بشار الأسد الهارب، ودون أبولينار موسكوتي، حاكم ماكوندو المختبئ في الخزانة وهو يردّد مرتعشا: "لا تقتلني... لا تقتلني"، وكيف لا نرى بشار الأسد، في صورة بوينديا الحفيد، وهو يعلن نفسه جنرالا ويلقي مرتديا البزة العسكرية خطابا يضحك في البداية سكان ماكوندو، قبل أن يبكيهم.
وكيف لا نرى في مصائر جميع أبناء بوينديا السوداء، مصائر أبناء عائلة الأسد، وقد فتكت بأرواحهم لعنة خفيّة سرعان ما تمدّدت إلى كلّ من حولهم.
ما نشاهده في المسلسل بعد "سقوط الأسد" ليس محض تخييل أدبي، والظواهر الخارقة التي يشهدها عالم ماكوندو السحريّ، تبدو أكثر واقعية وأقلّ سحريّة
الكثير من التناظرات يمكن العثور عليها بين رواية ماركيز، والمسلسل المقتبس عنها، وبين عالم "سوريا الأسد"، كما كانت تُسمّى، سوريا التي أصابها طوال 61 عاما من حكم "حزب البعث" ما أصاب سكان ماكوندو في زمن "وباء الأرق"، حين فقد جميع السكان ذاكرتهم، بعدما جافاهم النوم أياما طويلة. وإذا كان هؤلاء السكان قد شفوا من هذا المرض، بفعل ترياق الغجري الحكيم ملكيادس، فإنّ سوريا، قبل سقوط النظام أخيرا، كانت تبدو في سبات "أبديّ"، لا أمل في الاستيقاظ منه، لتأتي لحظة الإطاحة بالأسد ونظامه، تلك اللحظة التي لا يزال لا يصدّقها كثير من السوريين، كأنها مشاهد نسي ماركيز أن يكتبها في روايته، وإذا كان لا بدّ من المقارنة، فإن تلك اللحظة السحرية، لحظة سقوط الأسد، تشبه إلى حدّ كبير لحظة اكتشاف خوسيه أن البحر الذي لطالما بحث عنه، كان على مقربة منه، لكنه لم يكن قادرا على رؤيته. فكلّ جبروت النظام السابق بدا في غضون ساعات محض جبروت كرتونيّ، ومثله كلّ الرطانة الفارغة التي لطالما شكّلت خطاب البعث وآل الأسد، حول الحرية والعدالة والعروبة وفلسطين ومواجهة "قوى الاستكبار والاستعمار".
الإثنين الأبديّ
حين توفي حافظ الأسد في العاشر من يونيو/ حزيران 2000، شعر السوريون، والعرب والعالم، بأن معجزة إلهية حصلت. كان الرجل قد نجح، بقسماته الجليدية الباردة، التي باتت تشبه تماثيله المنتشرة في طول البلاد وعرضها، في أن يبدو "أبديا". كثر أملوا بأن سوريا سوف تمضي أخيرا في طريق التغيير، وإن كان وصول ابنه بشار إلى سدّة الحكم، وارث المصادفة التاريخية بعد وفاة شقيقه باسل بحادث سير، لا يوحي من حيث المبدأ بالتفاؤل. غير أن حداثة سنّ الديكتاتور الوارث، الطبيب الذي تلقّى علومه في الغرب، أشاع أوهاما عريضة بأن حقبته ستكون مختلفة عن حقبة والده، على الأقلّ في ما يتعلق بحرية التعبير. وبالفعل رأى السوريون ملامح بسيطة، شكليّة، من هذا التغيير الموهوم، وسرعان ما جاءت ثورة 2011، والعنف الهائل الذي واجههم به النظام، ليعيداهم إلى المربّع الأول.
الزمن الدائريّ في رواية ماركيز، سرعان ما صار قدر السوريين الذين بذلوا من التضحيات ما لم يبذله أيّ من شعوب "الربيع العربي" الأخرى. ورغم ملايين القتلى والجرحى والمشردين، على امتداد 13 عاما منذ انطلاق الثورة ضدّ حكم الأسد، فإن هذا كله لم ينجح في إزاحته هو أو حزبه أو نظامه. شيء من القدرية بدأ يتسلّل، ليس إلى قلوب السوريين وعقولهم فحسب، بل إلى العالم بأسره. بدا الأسد الابن بالفعل تجسيدا للقضاء والقدر في آن واحد. بدا أنه نسخة أخرى عن أبيه "الأبدي". وحين بدأ العالم يطبّع العلاقات مع حاكم دمشق "الأبدي" الجديد هذا، واستقرّت سوريا على حال من المراوحة وتقسيم المناطق والنفوذ، ساد شعور حاسم بهزيمة الثورة هزيمة ساحقة ونهائية. بدا أن الفرصة فاتت وأن التغيير لم يعد متاحا لأجيال أخرى مقبلة على الأقل. لم ينس السوريون أنه بعد مذابح حماة في مطلع ثمانينات القرن الماضي، الأضخم في تاريخ البلاد والمنطقة، استقرّ الأمر للأب الديكتاتور، وتمكن من الإمساك بزمام الحكم حتى موته ميتة "طبيعية". كل هذا جعل من يوم الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، يوم هروب الأسد من دمشق إلى روسيا، يوما لا يمكن تخيّله. يوم "الإثنين الأبديّ" الذي عاشه السوريون طوال عقود، يبدو أنه انتقل أخيرا، بمعجزة لا يزال كثر لا يستوعبونها، إلى الثلاثاء، الزمن عاد إلى سيرورته الطبيعية، وعقارب الساعات عادت تتحرّك من جديد.
كيف لا نرى في مصائر جميع أبناء بوينديا السوداء، مصائر أبناء عائلة الأسد، وقد فتكت بأرواحهم لعنة خفيّة سرعان ما تمدّدت إلى كلّ من حولهم
كان غبريال غاثيا ماركيز قد بنى ملحمته الروائية، بالتوازي مع تاريخ بلده كولومبيا، ذلك البلد الذي حكمه لأجيال تحالف شيطاني بين العسكر ورجال الأعمال الفاسدين، والذي يبدو أهله مساقين دوما إلى مصائرهم السوداء بين أعقاب البنادق وألاعيب السياسيين وأطماع الأجانب الاستعماريين، مسكونين بإرث هائل من الخرافات والأساطير، وأيضا من عزيمة الحياة والأحلام والوعود. لم يكن ماركيز يعرف حين نشر روايته في 5 مايو/ أيار 1967، أن أحداثها العجيبة وعوالمها السحرية، لا تتوازى فقط مع تاريخ بلده وقارته فحسب، بل مع بلدان وقارات أخرى. في الشرق الأوسط، كان خليط مشابه من النفوذ الأجنبي، والطموحات التحررية، والتخلف الاجتماعي، والفساد السياسي، والانقلابات العسكرية، يحكم قبضته أيضا على شعوب المنطقة، على الأقلّ منذ خمسينات القرن الماضي. سوريا في 2011 كانت لحظة حلم قصوى بإمكان وقف هذه الحلقة المفرغة من الأحداث المكرّرة، والانطلاق منها إلى المستقبل، وبالتالي حمل سقوط ذلك الحلم، بأثمان لم يكن يتخيّلها أحد، أشكالا أخرى من السقوط. بدت سوريا قابعة "إلى الأبد" في منطقة كابوسية لا خلاص منها. "مدينة المرايا" التي حلم بها مؤسس ماكوندو، أصبحت في سوريا "مدينة التماثيل"، ولذلك لم يكن مستغربا أن أول ما فعله السوريون، بعد سقوط النظام، هو تحطيم تلك التماثيل، وجرّها في الشوارع وإهانتها والسخرية منها، إذ أن وظيفتها الوحيدة كانت تذكيرهم بأن الأسد هو مرآتهم الوحيدة وقدرهم الدائم، وهو ما جسّده شعار النظام "الأسد أو نحرق البلد" صانعا الموازاة المطلقة بين مصير السوريين ومصير "قائدهم الأبدي".
يوتوبيا ماكوندو و"باب الحارة"
بدأت ماكوندو كمدينة يوتوبية مثالية، حيث لا أحزاب ولا حكام وحيث الناس يعيشون حريتهم الكاملة دون حسيب ولا رقيب. في تلك المدينة نشهد ما يشبه قصة الخلق، حيث البراءة المطلقة، وحيث يعيش الناس دون التفكير في الماضي أو المستقبل. حين يجلب الحكيم الغجري مالكيادس العالم الخارجي إلى ماكوندو، فإنه يجلب معه الحداثة، ممثلة في العلم: المغناطيس، والبوصلة، وبعدها بزمن كاميرا التصوير الفوتوغرافي. نرى ماكوندو وهي تتحول من مكان بدائي بسيط إلى مدينة من البيوت الحجرية والشوارع والمتاجر إلخ، ومع هذا كله تأتي السياسة، وأول قرار يصدره الحاكم الأول للمدينة، المعيّن من قبل السلطات الكولومبية العليا، هو أن على الجميع طلاء منازلهم باللون الأزرق نفسه، لون حزب المحافظين الحاكم. تنتهي البراءة ويبدأ عصر جديد، ومعه الأجيال المتلاحقة من عائلة الأب المؤسس بوينديا، ويدخل العالم إلى ماكوندو.
في "سوريا الأسد"، قبل ثورة 2011 وخلالها، ومع صعود الدراما السورية، بدأنا نشهد ما عرف بمسلسلات "البيئة"، ولعلّ أبرز وأشهر أمثلتها مسلسل "باب الحارة" الذي صار بأجزائه التي بدت لا نهائية، شبيها بمصير السوريين مع آل الأسد. في ذلك المسلسل، الحكاية نفسها تتكرر، الحارة الواقعة في قلب العالم، وليس في قلب سوريا فحسب، هي مرآة لقيم التضحية والشهامة والوفاء ومقاومة المستعمر، وأيضا مقاومة ما تحمله معها الحداثة من شرور ومفاسد. في نهاية كلّ جزء كانت قيم الخير تنتصر، وتتخلص الحارة من "الشرير" و"الأجنبي" و"الخائن" و"الجاسوس" الذي نشر الفتنة في ربوعها وقهر الطيبين من أهلها.
شيء من القدرية بدأ يتسلّل، ليس إلى قلوب السوريين وعقولهم فحسب، بل إلى العالم بأسره. بدا الأسد الابن بالفعل تجسيدا للقضاء والقدر في آن واحد
تبدأ بذور الثورة في ماكوندو ماركيز، بالدفاع عن حقّ أن يطلي كلّ من ساكنيها بيته باللون الذي يريده، لا باللون الموحّد الذي يريده الحكام الجدد. يولد أوريليانو بوينديا بوصفه بطلا لا يشق له غبار. فهو لا ينطلق في حربه ضدّ السلطات من طموحات شخصية، بل يبدو الدافع الرئيس له هو الظلم الذي يراه بأم العين يقع بحقّ أبناء مدينته. ثورته هذه التي امتدت أكثر من ثلاثين عاما، كانت كفيلة بمنحه طابع البطل الأسطوري، المتفاني من أجل قضيته، المستعد للتضحية بحياته. لعلّ هذه الصورة التي ترسمها الرواية، ثم المسلسل، أقرب ما يكون إلى ما عايشته شعوب كثيرة، بما فيها الشعب السوري، من صعود الديكتاتوريات وهيمنتها على حياتهم. البداية دائما مع البطل المخلّص، الآتي من صفوف الشعب، الذي سرعان ما يصبح حاكما مطلقا، متحكما بمقدرات البلاد ومصائر أهلها.
بين بشار الأسد وأورليانو بوينديا
مع هذه التشابهات، فليس في بشار الأسد ما يشبه أوريليانو خوسيه بوينديا، فهذا الأخير مقاتل حقيقي على الأقلّ، وهو قليل الكلام أيضا، إذ أنه هو نفسه يبدو عاجزا عن تفسير دوافعه. أما بشار الأسد فلم يكن لديه غير الكلام. يتذكر السوريون خطاباته القائمة على فذلكات كلامية، ومحاججات تشبه محاججات طفل نزق لا يزال يتعلم النطق، وقد أصبحت مدعاة للسخرية الدائمة، حرمته ربما حتى من هذه الأداة. وإذا كان خوسيه أركاديو بوينديا، المربوط بعد جنونه إلى شجرة الكستناء في باحة منزله، بات يهذي باللاتينية، فإن هذيانات بشار الأسد بالعربية، لم تكن بعيدة تماما عن ذلك. وإذا كنا في المجمل نتعاطف مع شخصيات "مئة عام من العزلة" وإن كنا نرى الخراب الذي تحدثه في حيواتها وحيوات كلّ من حولها، وذلك لأنها تظلّ تكتسي طابعا إنسانيا قابلا للتصديق، فإن شخصيات عائلة الأسد برمتها، فقدت هذا الطابع منذ زمن بعيد جدا. حتى مرض أسماء الأسد، الذي حاولت العائلة/ النظام توظيفه، لم يفلح في جلب أقلّ قدر من التعاطف. عائلة بوينديا هي عائلة تنجرف وراء مشاعرها وشغف أفرادها ومخاوفهم وخرافاتهم، أما عائلة الأسد، شأن معظم العائلات الديكتاتورية، فإنها أشبه بلوح الجليد الحارق في رواية ماركيز.
بدا أن سقوط الأسد في حدّ ذاته غاية عليا سامية، على نحو ما الحرب في حدّ ذاتها غاية سامية بالنسبة إلى جنرال "مئة عام من العزلة"
علينا أن ننتظر الجزء الثاني من المسلسل لنرى مصائر بقية الأجيال الستة من عائلة بوينديا، ومعهم مصير ماكوندو نفسها، إلا أننا نعرف من الرواية هذا المصير، ونعرف أن ماكوندو تتحول في النهاية إلى أرض خراب. هذا مشهد سوريا قبل سقوط الأسد. داخل البيت الكبير الذي شيّدته أورسولا ليليق بمؤسس ماكوندو، نجد الدسائس والغيرة والأنانية، والأهم أننا نجد الجنون. داخل عائلة الأسد نجد على الأرجح ملامح مناسبة. في النهاية جميع أفراد هذه العائلة، بما في ذلك "عائلة الحزب" الموسّعة، ومن كان يدور في فلكها، أكل بعضهم بعضا، حتى قبل سقوط النظام. رأينا وسمعنا عن انشقاقات ومؤامرات وتصفيات لطالما رافقت مسيرة هذه العائلة، وقد تجلّت جميعها بصورة كاريكاتورية بعد السقوط، ولعلّ أبرزها ما تردّد عن طلب أسماء الأسد الطلاق والعودة إلى "مسقط رأسها" بريطانيا.
تحرّر الشعب السوري أخيرا من نظام الأسد. مشهد استيلاء "هيئة تحرير الشام" الفائق السرعة على السلطة، دفع كثر إلى طرح التساؤلات حول كيفية حدوث هذه المعجزة. استحضر كثر مراحل حياة وتحولات قائد هذه الهيئة، أبو محمد الجولاني، الذي تحوّل إلى أحمد الشرع، وانتقل من البزة العسكرية إلى البدلة المدنية، بما يشبه ظهور الشخصيات الحلمية والأسطورية في رواية ماركيز. الرداء الأسطوري كان جاهزا بالفعل، أيا يكن من يقود ذلك الحراك، إذ بدا أن سقوط الأسد في حدّ ذاته غاية عليا سامية، على نحو ما الحرب في حدّ ذاتها غاية سامية بالنسبة إلى جنرال "مئة عام من العزلة". أما النقاشات التالية حول "العدالة الانتقالية" و"العقد الاجتماعي" الجديد والمجتمع المدني والعلمانية إلخ، كل هذه النقاشات لا نستطيع مقاومة مقارنتها كذلك، بمناقشات سكان ماكوندو، التي يعكسها المسلسل جيدا، حول الكنيسة ودور الدين في حياتهم، ولا ننسى أن الديكتاتور الجديد، بعد الحاكم، يولد من رحم الدفاع عن "الليبيرالية" وعن حرية الناس في العيش والتفكير.
يبقى الرجاء بألا يكون الفصل الجديد في سوريا، شبيها في أيّ حال من الأحوال، بالجزء الثاني المرتقب من "مئة عام من العزلة".