لندن - قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنه بدأ التواصل مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب. وقال: "نسمع باستمرار أن إحدى أولويات هذه الإدارة ستكون تعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط،. ونحن قادرون على لعب دور إيجابي في أي عملية انتقال سياسي أو مسار يؤدي في النهاية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقبلية وتعزيز مؤسسات فلسطينية قوية".
وقال لازاريني ردا على سؤال باحتمال تطبيق قانوني الكنيست الإسرائيلي: "سيصبح من المستحيل تنسيق أنشطتنا أو الحصول على تأشيرات لدخول الضفة الغربية أو غزة، مما سيؤدي في النهاية إلى إنهاء أنشطتنا"، مشيرا إلى "حملة تضليل تهدف إلى تصنيف (الأونروا) كمنظمة إرهابية يجب تفكيكها". وزاد: "في بداية الحرب، كان التخلص من الأونروا أحد الأهداف".
وسئل عن مبادرة "حل الدولتين" السعودية، فأجاب: "هذه مبادرة مهمة. في الواقع، هي إحياء لمبادرة السلام العربية، وهي بالتأكيد الخيار الوحيد المطروح اليوم. بشكل أساسي، تقدم هذه المبادرة خارطة طريق أو مسارا نحو إقامة دولة فلسطينية وتعزيز المؤسسات الفلسطينية". وزاد: "يمكن لـ(الأونروا) أن تلعب دورا محوريا فهي تقدم ومنذ 75 سنة الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية الأولية لملايين اللاجئين الفلسطينيين، فأمكانها بالتالي المساهمة في بناء قدرات دولة فلسطين المستقبلية. فالهدف النهائي هو الوصول إلى مرحلة تتولى فيها دولة فلسطين مسؤولية أنشطة الأونروا".
وكان قد تردد أن خطة "التحالف الدولي لحل الدولتين" بقيادة الممكلكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية تتضمن إقرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن. وأوضح لازاريني: "الهدف الحقيقي هو وضع خارطة طريق للسلام تعالج القضية الفلسطينية وترسي مبادئ لا عودة عنها لاتقرار المنطقة، وتؤدي إلى مسار سياسي لحل الدولتين في المستقبل".
وحذر لازاريني من خطط إسرائيلية للضغط على "نحو 70 إلى 80 ألف شخص محاصرين بالكامل في شمال غزة، خاصة في جباليا" للنزوح إلى جنوب قطاع غزة. وقال إنه يبدو أن "شمال غزة لن يكون صالحاً لعودة الفلسطينيين في المستقبل القريب".
وقال المفوض العام لـ"الأونروا" إن عاملي الوكالة ما زالوا يديرون خدماتها من مدارس ومراكز صحية في سوريا وأن المبعوث الخاص لسوريا وغيره من المسؤولين الأمميين سيتواصلون مع الحكم الجديد، حيث يوجد في سوريا نحو 400 ألف فلسطيني. وأضاف: "هناك الكثير من التساؤلات في سوريا. إنه مزيج من الفرح والأمل والقلق. الجميع يأمل في أن تكون هناك عملية انتقالية سياسية سلسة وشاملة. ليس لدي أي مؤشرات حتى الآن على أن اللاجئين الفلسطينيين سيتأثرون سلبا بالعملية السياسية".
وهنا نص الحديث الذي جرى في لندن:
* أعتقد أن السؤال الرئيس الذي يشغل الجميع الآن، بما في ذلك كثير من المسؤولين، أن ترمب، الرئيس المنتخب في أميركا، سيتولى منصبه بعد بضعة أسابيع. ونحن نعلم أن ترمب لديه آراء مثيرة للجدل بشأن "الأونروا". ما خطتكم للتعامل مع ترمب عند تسلمه الرئاسة؟
- أولا، علينا التعامل مع إدارة ترمب الجديدة. لقد بدأنا بالفعل عملية التواصل، وآمل أن تكتمل قريبا.من الصحيح أن لا أحد يعلم حتى الآن السياسات التي ستنتهجها إدارة ترمب في المستقبل، لكننا نسمع باستمرار أن إحدى أولويات هذه الإدارة ستكون تعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط، وهو ما قد يشمل تعزيز خطوات التطبيع مع دول المنطقة.
وفيما يتعلق بوكالة مثل "الأونروا"، أؤمن بأننا قادرون على لعب دور إيجابي في أي عملية انتقال سياسي أو مسار يؤدي في النهاية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقبلية وتعزيز مؤسسات فلسطينية قوية. لذلك، آمل أن يستمر دور "الأونروا" الإيجابي في هذا السياق، وأن تظل جزءا من الحل في المنطقة.
*هل بدأتم بالفعل في التواصل مع فريقه؟ وهل حصلتم على أي ردود فعل؟
- لم يجر حتى الآن أي تواصل مباشر، لكن جرى التواصل بشكل غير مباشر. كما أنني سعيت للتواصل المباشر من خلال تقديم طلب لعقد اجتماع.
* هل تلقيتم أي ردود فعل إيجابية؟ وهل تعتقدون أنه يمكنكم لقاؤه قبل 20 يناير/كانون الثاني؟
- أتوقع أن أتواصل مع المسؤول عن ملف عملية السلام في الشرق الأوسط بحلول 20 يناير. نعم.
* في الوقت نفسه، هناك ظروف مختلفة في إسرائيل. نعلم أن الكنيست صوّت بفرض حظر على أي نوع من العلاقات مع "الأونروا". بالطبع، هناك تفسيرات مختلفة لهذا القانون الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ نهاية يناير المقبل. قد تشمل هذه التفسيرات القدس فقط، وقد تشمل القدس وغزة والضفة الغربية أيضا. برأيكم، ما التفسير الأكثر ترجيحا لهذا القانون؟
- حسنا، لا أحد يعلم يقينا، لأن الوكالة أو المجتمع الدولي لم يتلقيا أي توجيهات واضحة بشأن هذا الموضوع.نحن نتحدث الآن عن قانونين . الأول يهدف إلى حظر وجود ونشاط "الأونروا" في ما تعتبره إسرائيل أراضيها السيادية، وهذا بالنسبة لإسرائيل يعني القدس الشرقية، رغم أن المجتمع الدولي يعتبر القدس الشرقية منطقة محتلة.أما المشروع الثاني في الكنيست فيهدف إلى حظر أي اتصال بين مسؤولي "الأونروا" والمسؤولين الإسرائيليين. إذا جرى تطبيق هذا القانون، فسيصبح من المستحيل تنسيق أنشطتنا أو الحصول على تأشيرات لدخول الضفة الغربية أو غزة، مما سيؤدي في النهاية إلى إنهاء أنشطتنا.