حين غدا فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية مؤكدا، نشر إيلون ماسك صورة (ميم) له تمثله وهو يحمل مغسلة كبيرة إلى المكتب البيضاوي. كان ذلك تذكيرا بما فعله عندما اشترى "تويتر" وحمل معه حين دخل أول مرة مقره الرئيس نوع المغسلة نفسه. في ذلك الوقت، كما هو الحال الآن، كان الهدف من هذه اللعبة التلاعب البصري في عبارة "let that sink in" التي تعني عادة أخذ الوقت لاستيعاب فكرة مفاجئة أو غير متوقعة.
بعد فترة وجيزة من دعابته الصغيرة، قام من أطلق على نفسه لقب "زعيم تويتر" بتسريح معظم الموظفين في "تويتر". وفي وقت لاحق، ذهب إلى حد تغيير اسم المنصة نفسه.
قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتضح الآثار الكاملة لمجيء "ترمب الثاني"، ولكن الدلائل تشير إلى أنه يريد من ملياردير التكنولوجيا المفضل لديه أن يتعامل مع الحكومة الأميركية بالحزم نفسه الذي تعامل به مع "تويتر".
ولكن على الرغم من ذلك، قد لا يصل ماسك إلى مدى تطرف كيفين روبرتس، رئيس مؤسسة "هيريتيج" (التراث) الذي يقف وراء "مشروع 2025"، والذي نشر كتابه "ضوء الفجر" بعد ظهور نتائج الانتخابات، بعد أن خفف وطأة عنوانه الفرعي من "حرق واشنطن لإنقاذ أميركا" إلى "استعادة واشنطن لإنقاذ أميركا". خطة روبرتس استهدفت مؤسسات مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي، و"نيويورك تايمز"، وحتى الكشافة، بينما كانت وسائل منع الحمل والصلاة العامة جزءا من استراتيجيته للتنافس مع الصين.
كل هذا يجعل الاسم الوظيفي الذي اقترحه ماسك– "وزير خفض التكاليف"– يبدو أليفا إلى حد ما، حتى لا نقول بلا نكهة، بالمقارنة مثلا مع منصب "كبير مشعلي الحرائق في حركة MAGA". وبالمثل، أكد زعيم الأغلبية في مجلس النواب، ستيف سكاليز، أن مسؤولية ماسك ستكون "ترشيد الحكومة".
أما إيلون ماسك نفسه فسيشرف على وزارة جديدة باسم "وزارة الكفاءة الحكومية"، سيكون هدفها خفض الإنفاق الحكومي بمقدار تريليوني دولار. وستؤدي هذه التخفيضات في التكاليف عمليا إلى إلغاء الضوابط التنظيمية وتغييرات في السياسات ستصب في النهاية في صالح شركات ماسك بشكل مباشر– "تسلا"، و"سبيس إكس"، و"إكس" ("تويتر" سابقا)، و"نيورالينك".