جولان حاجي شاعر وكاتب سوري كردي، أو كردي سوري. ولد عام 1977 في مدينة عامودا، محافظة الحسكة. ومنذ 2013 يقيم في باريس. وكان أقام ودرس الطب في دمشق، ونشر 4 مجموعات شعرية: "نادي الظلمات"- 2004، "ثمة من يراك وحشا"- 2008، "ميزان الأذى"- 2016، و"الكلمة المرفوضة"- 2023. وفي السيرة ألّف كتاب "إلى أن قامت الحرب - نساء في الثورة السورية". "المجلة" التقت جولان حاجي في باريس، فحاورته حول تجربته في الشعر والكتابة واللغة.
يستهلّ حاجي حديثه بالكلام عن جماليات التعبير الكتابي، وعن "تلك الزوبعة التي يرى أنها ابتلعت مقدرة كتّاب عرب كثيرين على التبصر والابتكار الهادئَين في عملهم الكتابي، جرّاء انشغالاتهم واستهلاكهم طاقاتهم في الكتابة الصحافية الثقافية والأدبية".
وهذا أدى "إلى وسم كتاباتهم بالتسرع والابتسار والتشوش والاضطراب، وبغثيان لغوي. فأفقدت هذه السمة كتّاب الصحافة ولغتها التنوعَ ومتعة البطء والاختبار التي يتطلبها الأداء اللغوي أثناء عملية الكتابة. ولا تقتصر هذه الحال على الكتابة، بل هي تنسحب على القراءة والقرّاء وتطبعهم بالسمة عينها".
الطفولة وأعباء الكرد
وفي حديث جولان حاجي عن تجربته الكتابية الشعرية النثرية، غالبا ما تحضر طفولته، منبعا أساسيا لعمله الكتابي. لكنه يوسّع أفقَ الطفولة التي يقول إن عالمها يسحره، فيحوله مدار حوار ذاتي أو شخصي مع عناصر الطبيعة والماضي وأصدقاء قلائل. وفي هذا المدار يجتهد ويكابد للعثور على مفردات وكلمات حسيّة جسمانية وذهنية، شرطها الدقة، التشكّل والبزوغ من عالم داخلي خاص، والصدور عن أحاسيس تراكمت ببطء في أزمنة متقطعة، وتخلق بتلك المفردات والكلمات عالما كتابيا جديدا يتخلص من شرط التاريخ والحاضر والمحرمات.
وفي هذه العملية – تابع حاجي –"أبحث عن الكلمات التي توافي الأحاسيس في إطار غابة من الاحتمالات اللغوية. وأحيانا لا توافيها ولا تكافئها ولا تطابقها، فتنجم عن ذلك متعة الكتابة المضنية. وهي متعة الجهد والاجتهاد للعثور على كلمات دقيقة، بعيدة من ذاكرة الكلمات ودلالاتها المستهلكة والفقيرة".