في حصة الحنجرة ووتر الصوت اسم علم هو بديعة صبرا حداد (1923-2009) التي "شالت من حنجرتها وترا وصبغت به حناجر أجيال من طلاب الغناء الأوبرالي" وفقا لما ذكرته الأديبة والصحافية الراحلة مي منسى في كلمة ألقتها خلال حفل منح حداد وأستاذ الموسيقى الراحل إسطفان دميان وسام الاستحقاق اللبناني، ونشرته جريدة "النهار" في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1986.
نتناول اليوم "صانعة الأصوات" بديعة حداد في الذكرى 15 لرحيلها، في محاولة لكسر الغبن الذي طاول المسيرة الفريدة لـ"مدام بديعة" كما كان يناديها طلابها، ومنهم على سبيل المثل لا الحصر فيروز وماجدة الرومي وغسان صليبا وسواهم، وصولا الى مغنين أوبراليين شقوا دربهم إلى العالمية على غرار الباريتون غربيس بوياجيان الذي قدم حفلات غنائية في أوبرا متروبوليتان في نيويورك والسوبرانو سونيا غزاريان، التي بقيت لأعوام عدة الرقم الصعب في الغناء الأوبرالي في فيينا.
نرصد مشاعر الفرح في نبرة صوت الميزو سوبرانو لينا كورجيان خلال حديثنا معها عن بديعة حداد في اتصال هاتفي في مقر إقامتها في سويسرا، مشيرة إلى أنها واكبت معها التحضيرات لامتحان الدخول إلى جامعة الموسيقى والفنون الأدائية في فيينا، والتي حازت فرصة الالتحاق بها.
تقول: "أذكر مدام بديعة في كل مرة أقف فيها وراء الكواليس"، وقد أصبحت هذه عادة لديها قبل الصعود إلى مسارح عريقة في فيينا وزيوريخ وألمانيا كمغنية أوبرالية رئيسية في عروض متنوعة شملت دورا في "مدام باترفلاي" لبوتشيني.
على خطى أبيها
"بديعة حداد امرأة أتقنت إرادة التمرد في مسيرتها ولا سيما من خلال تمرسها في تدريب الأصوات"، يقول الباريتون فادي جنبرت، المنكب على تنسيق أرشيف حداد منذ وقت طويل، بعدما أودعه إياه السيد بسام حداد، ابن شقيق المربي ميشال حداد، زوج السيدة بديعة.