تثار أسئلة كثيرة عن العلاقات المستقبلية بين دمشق وطهران في أعقاب إطاحة نظام الأسد. فقد كانت إيران حليفة رئيسة للنظام السوري منذ عقود من الزمن وقامت بدور رئيس في مساعدته على قمع الانتفاضة. وقدمت طهران إمدادات وقدرات عسكرية أساسية، ومساعدات مالية أيضا. وفي هذا السياق، تعود مسألة الدين السوري لإيران إلى الظهور وتطرح السؤال الآتي: هل يتعين على السوريين سداد هذا الدين؟
لكي نفهم أولا كيف تكبد النظام السوري السابق هذا الدين، دعونا نعود إلى مستوى العلاقات الاقتصادية الإيرانية السورية قبل سقوط النظام.
العلاقات الاقتصادية الإيرانية السورية
كانت التجارة بين إيران وسوريا ضعيفة نسبيا قبل الانتفاضة، وقدرت بنحو 300 مليون دولار فقط في سنة 2010. ووصل المبلغ الإجمالي الرسمي للمساعدة الاقتصادية التي قدمتها إيران على شكل أربعة قروض بين سنتي 2013 و2017 الى نحو 7,6 مليارات دولار. وقد أتاح هذا الترتيب الائتماني لدمشق دعم الاحتياطيات الرسمية السورية وتمويل السلع والبضائع المستوردة، ومنها إمدادات النفط والمدخلات الزراعية والصناعية. غير أن المساعدة الإيرانية أكثر أهمية بكثير من الاتفاقات المذكورة أعلاه. فتلك الترتيبات الائتمانية لم تشمل تكاليف الأعتدة العسكرية والذخيرة، أو الرواتب المدفوعة للمقاتلين الذين يدافعون عن النظام، أو أموال الطوارئ والتحويلات التي حاولت في الماضي منع هبوط قيمة الليرة السورية.