صدر عن "دار النهضة العربية" البيروتية قبل أيام كتاب "الحشاشون: الأساطير والحقائق". وهو من تأليف الباحثة التركية عائشة أتيجي أرايانجان، وترجمه إلى العربية أحمد زكريا وملاك أوزدمير. وقد توفر الجماعة أو الفرقة الدينية التي يروي الكتاب سيرتها في إيران العصور الإسلامية الوسطى، إحالة إلى ما يعيشه الشرق الأوسط في الظروف الراهنة. وهو يكتسب أهمية من مسائل تاريخية متقادمة، يمكن إسقاطها على حاضرنا الراهن اليوم، وأهمها:
ظهور ما يسمى جماعة "الحشاشين" في أواخر عهد الدولة السلجوقية التي أنشأتها سلالة قبلية تركية حكمت إيران والأناضول وأفغانستان والعراق وبلاد الشام أيام ضعف الخلافة العباسية وشللها. وانشغال المؤرخين الأتراك المعاصرين واهتمامهم بتلك الجماعة، لصلتها الحميمة بالتاريخ العثماني والتركي.
كشف الكتاب عما قد يكون حقائق جديدة تخالف التأريخ الأوروبي السائد للجماعة التي سماها "الحشاشين" بناء على "أساطير" نسجها الرحالة ماركو بولو في كتابه "انقسام العالم: كتاب العجائب"، والذي منه استُلهمت روايات وأفلام سينمائية تنأى عن "الحقيقة التاريخية"، حسب المؤلفة التركية.
في عرضه تاريخ هذه الجماعة أو الفرقة الدينية، يتيح الكتاب استقراء وجوه شبه بين دعوتها وبنيتها التنظيمية وممارساتها وسلوكها، وبين تلك التي اتبعها ويتبعها "حزب الله" في لبنان وسوريا واليمن.