- الشرع وضع خطة دخول دمشق قبل أشهر
- جهز الخطط العسكرية والإدارية لحكم سوريا
- الأسد كان في موسكو لحظة إعلان "ردع العدوان"
- كان في الطائرة عائدا لدمشق وقت تحرير حلب
- غادر دون أن يخبر شقيقه وابن أخته وأكبر مرافقيه
- لجوء ضباط ومسؤولين سوريين كبار الى إحدى السفارات بدمشق
بهدوء تام وصمت كبير وسرية تامة، أعدت "هيئة تحرير الشام" لمعركة لا تشبه غيرها من المعارك. المعركة التي ستغير سوريا وربما المنطقة. معركة "إسقاط النظام" عسكريا وأمنيا وإداريا. الانخراط التركي عميق في ذلك، لكن ليس إلى الحد الذي يُعتقد. لم تكن صفقة إقليمية–دولية كاملة قبل بدء "عملية ردع العدوان" فجر 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
كيف حصل كل ذلك وأين كان بشار الأسد؟ تزامن إطلاق "ردع العدوان" مع وصول الأسد إلى موسكو لحضور حفل نيل ابنه حافظ درجة الدكتوراة في الرياضيات. لكن صوت المعارك كان أكبر ، فغاب عن الحفل ولازم غرفته في "فورسيزونز"، ليتابع أخبار تقدم الفصائل. وصادف يوم سيطرة الفصائل على حلب يوم الجمعة وجوده في الطائرة عائدا الى دمشق من موسكو.
وعندها بدأ العمل على مسارين: مواصلة الإعداد لاحتمال مغادرته دمشق عبر تهريب وثائق وصناديق بطائرة مدنية من مطار المزة العسكري، ومن جهة ثانية، الإعداد لمعركة مضادة واستنجاد حليفيه الإيراني والروسي وعقد لقاءات مع أمنيين وعسكريين في نظامه. بشكل مواز، قاوم "النصيحة" التي أتت من روسيا بعد سيطرة المعارضة على حلب، بضرورة الاستعداد للرحيل لتجنب إراقة الدماء في العاصمة.
فوجئ الجميع بسرعة تقدم "الهيئة" وسلاسة دخولها المدن، وتهاوي النظام وقرار الجيش بعدم القتال واستسلام عناصره. لم تحصل ترتيبات هروب الأسد ودخول الفصائل إلى دمشق، في اجتماع وزراء خارجية "منصة آستانة"، بل جرت بعدها في ليل 7/8 ديسمبر/كانون الأول. يومها تحديدا، تلقى الأسد "اتصال اللحظة الأخيرة" وهرب من دمشق إلى قاعدة حميميم ثم إلى موسكو، من دون أن يخبر شقيقه وابن أخته وحراسه وعاملين معه، بل إنه رفض أن يأخذ معه رئيس موكب الحراسة اللواء فائز جمعة. أما عائلته، فان بعض أولاده كانوا بالفعل في موسكو اكتفى بشخصين أحدهما وزير شؤون الرئاسة منصور عزام (شقيقه رجل أعمال في روسيا) والثاني العميد محسن محمد وعناصر أخرى.
فرار الأسد المفاجئ، أربك مستشاريه وأقاربه، فهروبوا على عجل إلى الساحل ولبنان والعراق، وانتهوا في دول أخرى.
كانت هذه خلاصات سلسلة اتصالات ولقاءات كثيرة أجريتها مع مسؤولين في المعارضة المسلحة والسياسية وفي دمشق ومسؤولين عرب وغربيين في الأيام الأخيرة، لتقديم رواية واسعة لما حصل بين 27 نوفمبر و8 ديسمبر.
الأسد في موسكو... والجولاني في حلب
وهنا الرواية التفصيلية: حصلت مصادفتان مذهلتان بين دخول "الهيئة" وأبو محمد الجولاني إلى حلب وزيارة سرية للأسد إلى موسكو في نهاية نوفمبر.
يوم الثلاثاء 27 نوفمبر، التقى الأسد مجموعة من "القبيسيات" في القصر الرئاسي في دمشق، ثم توجه "حاملا الكثير من الهدايا" إلى موسكو للانضمام إلى زوجته أسماء التي تعاني من انهيار في صحتها وعدم استجابة جسمها لعلاج "لوكيميا" وحضور حفل تخرج ابنه لتلقيه درجة الدكتوراة في الرياضيات من جامعة موسكو الحكومية (لومونوسوف) الروسية في 28 نوفمبر.