بعد أقل من أربع سنوات على إطلاق منتجات للصيرفة الإسلامية بدون فوائد، عبر المؤسسات المصرفية العامة (الحكومية)، تتهيأ وزارة المالية الجزائرية لإصدار أول مشروع خاص بالصكوك السيادية التي تخضع لأحكام الشريعة الإسلامية في تاريخ البلاد، وفق بند جديد في قانون الموازنة لعام 2025، في خطوة تحمل في طياتها الكثير من الغايات والأهداف لعل أبرزها استقطاب الأموال الطائلة المتداولة حاليا في السوق الموازية. فهل ستكون هذه الصكوك طوق نجاة جديدا للاقتصاد الجزائري من السوق السوداء التي باتت تنخره وتهدد نموه؟
تكشف آخر التقديرات الرسمية لحجم الأموال المتداولة في السوق الموازية، بحسب تصريحات أدلى بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال كلمة ألقاها لمناسبة تنصيب أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي، "وجود ما يقارب 10 آلاف مليار دينار جزائري ككتلة مالية متداولة في هذه السوق أي ما يعادل 90 مليار دولار"، وهي كتلة نقدية ضخمة تفوق بكثير قيمة التداولات في السوق الرسمية، غير أن خبراء اقتصاديين يشككون أصلا في إمكان تقديرها.
لا يتجادل اثنان في البلاد حول صعوبة تقدير حجم الأموال المتداولة في السوق السوداء باعتبارها تمثل نشاطات غير رسمية. ويقول أستاذ الاقتصاد في جامعة الجزائر، شرياف جمال الدين نوفل، في حديث الى "المجلة" إنه "من الصعب جدا معرفة حجمها الحقيقي وذلك بسبب عمليات طبع العملة التي تمت على مراحل متقطعة وأيضًا بسبب النقود المزورة". ويوافق وزير المالية السابق عبد الرحمن راوية على هذا الرأي، ولم يتردد حتى في نقد رئيس وزراء سابق، مؤكدًا أن كل التقديرات المتداولة "محض تصريحات" لا غير.