قال رائد الصالح رئيس "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) في حديث إلى "المجلة"، إن فرقه لا تزال "تبحث عن سجون سرية أو عن زنازين سرية غير مكتشفة داخل السجون التي تم اكتشافها، وإطلاق سراح المعتقلين منها"، لافتا إلى أن "حالة الفوضى التي حصلت في الساعات الأولى، أدت لأضرار بالغة في الوثائق، ونسعى لمساعدة السلطات والمؤسسات في حفظ هذه الوثائق".
وعن سجن صيدنايا الشهير، قال الصالح إنه "مسلخ بشري بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. أعلى درجات التوحش التي عرفتها البشرية، مرعب مخيف، رائحة الموت في كل مكان". وزاد: "رغم أن نظام الأسد المجرم والبائد حاول إخفاء جميع الأدلة، وأدوات التعذيب، وجميع الأدوات الفيزيائية والمتعلقة بالتعذيب في السجن، ومع ذلك ما زال هناك الكثير من الأدلة، مسألة الدخول إليه كانت معقدة جداً، للأسف حصلت حالة فوضى عندما تم فتح السجن، وإخراج المعتقلين". وأشار الصالح إلى "بعض الأشخاص تصرفوا بطريقة متعمدة، لمحاولة طمس الأدلة، وأخذ تسجيلات الكاميرات من داخل السجن، والعبث بالوثائق".
وأوضح ردا على سؤال: "للأسف لا أحد يمتلك هذه الأرقام بسبب حالة الفوضى التي حصلت، سواء في سجن صيدنايا أو حتى في باقي سجون الأفرع الأمنية، أو حتى في السجون العادية مثل سجن عدرا، الذي كان يوجد به أيضاً سجناء سياسيون"، لافتا إلى أن عدد المعتقلين كان أكثر من مئة ألف شخص "وتوجد منظمات عديدة لديها توثيقات لعدد المفقودين والمختفين قسرياً في سجون نظام الأسد والميليشيات الإيرانية"،
وهنا أجوبة الصالح ردا على أسئلة أرسلت له خطيا:
1- لماذا قرر "الدفاع المدني" المساعدة في قضية السجون؟
قضية المعتقلين في السجون والمختفين قسريا، هي قضية إنسانية بالدرجة الأولى، لا يمكن لأي إنسان أن يتجاهل هذه المأساة التي ترتبط بكل السوريين، لا يوجد بيت سوري إلا ويعاني من اعتقال أحد أفراده، طوال السنوات الماضية كانت قضية المعتقلين والمختفين قسرياً في سجون نظام الأسد، واحدة من أهم أولوياتنا، وخاصة في اجتماعاتنا مع ممثلي الدول والمنظمات الحقوقية.
بعد ما حصل من انهيار لنظام الأسد البائد، حدثت حالة فوضى مؤقتة خاصة في مدينة دمشق وريفها، وكان هناك تعامل عشوائي من أشخاص فتحوا السجون بطريقة غير منضبطة، وبناء على مناشدات الأهالي، وذوي الضحايا للمساعدة في البحث عن زنازين سرية، يُحتمل وجودها في سجن صيدنايا تدخلت "فرق الدفاع المدني السوري" واستجابة لهذا النداء أرسلنا خمسة فرق متخصصة، بينها فريقا "K9" للبحث عن أي من هذه الزنازين المحتمل وجودها، والتي لم تُكتشف بعد، ولكن لم نجد أية زنازين غير مكتشفة بعد، وبالتالي لا يوجد معتقلون متبقون في سجن صيدنايا الآن، وجميع المعتقلين خرجوا من السجن، وتواصلت مناشدات الأهالي للبحث في سجون أخرى، أو عن معتقلات أخرى لا تزال سرية، ونواصل حالياً الاستجابة للنداءات والبحث في هذه السجون أو البحث عن معتقلات سرية.