قاسم سليماني يموت مرتينhttps://www.majalla.com/node/323476/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D9%85%D9%88%D8%AA-%D9%85%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D9%86
يموت رجل الدولة مرتين: مرة بموته، ومرة بموت العالم الذي سعى لبنائه. والجنرال الإيراني قاسم سليماني قضىأول مرة عام 2020 عندما قتلته مسيّرة أميركية بأمر من الرئيس ترمب، ثم مات مرة ثانية هذا العام، عندما تهاوى البناء الذي تخيله، وعمل على إنشائه، أي "الممر البري" الممتد من إيران حتى البحر الأبيض المتوسط.
في هذا العام، مني"حزب الله"، حليف إيران في لبنان، بهزيمة كبيرة على يد إسرائيل. كما هُزمت "حماس" كقوة تقليدية، وما زاد الطين بلة أن بشار الأسد، وهو جزء رئيس من المبنى، غادر البلاد بلا مراسم إلى منزل ريفي في موسكو، فيما قوات المعارضة تتقدم من العاصمة السورية.
أشرف سليماني، كرئيس لـ"فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني" منذ عام 1998، على فترة من الاضطرابات، ولكنها كانت في معظمها فترة توسيع "منطقة النفوذ" الإيرانية الجديدة. وهي الفترة التي حولت إيران إلى "مَلك على الأنقاض".
فسقوط صدام حسين، والفوضى التي تلت ذلك في العراق، واندلاع الثورة السورية وثورات الربيع العربي (بما فيها الثورة في اليمن)، وصعود "تنظيم الدولة الإسلامية"، وعلاقات إيران مع "حزب الله" الذي كان يزداد ثقة بنفسه، شكلت جميعها الركائز التي قام عليها صرح سليماني. ومع بروز جهات فاعلة ذات بنية ما دون الدولة على أنقاض الأنظمة المنهارة أو الأنظمة السابقة، سارعت إيران إلى الاستفادة منها وتكوين صداقات معها.
أشرف سليماني، كرئيس لـ"فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني" منذ 1998، على فترة من الاضطرابات، ولكنها كانت في معظمها فترة توسيع "منطقة النفوذ" الإيرانية الجديدة. وهي الفترة التي حولت إيران إلى "مَلك على الأنقاض"
وبحرص إيران على بناء علاقات مع الأقليات المتعاطفة معها، وإرسال المستشارين ودعم هؤلاء الوكلاء بالصواريخ والطائرات المسيرة، تمكنت إيران من كسر جدار حدودها، دون الحاجة إلى غزو أي دولة رسميا، وتمكنت من بسط سيطرة كبيرة على مساحات شاسعة من الأراضي في المنطقة، في هذا العصر الذي أصبح فيه النصر العسكري الحاسم أمرا بعيد المنال، ويجعل بالتالي من التوسع الإقليمي استثناء وليس القاعدة.
وقد ضمنت إيران بذلك حلفاء لها يمكن أن يقاتلوا بدلا عنها، ومن دون أن تتعرض الجمهورية الإسلامية نفسها للخطر. وأدى "حزب الله" و"الحوثيون" والعديد من الميليشيات العراقية ونظام الأسد البائد، بالإضافة إلى "حماس" و"الجهاد الإسلامي الفلسطيني"، دورا في شبكة فضفاضة، ولكنها فعّالة، شكلت حينها جزءا من "محور المقاومة" الذي أسسه سليماني. وقد بُني هذا المحور على سردية أوسع من الهوية الشيعية الضيقة لإيران، وذلك لإدراك طهران أن هذه الهوية الدينية تضيق عليها طموحاتها. ويمزج "محور المقاومة" بين معاداة الإمبريالية، مع المشاعر المعادية للولايات المتحدة وإسرائيل، بينما يصور نفسه على أنه المدافع عن القضية الفلسطينية التي لا يكترث بها كثيرا.
حلقات النار والممرات الأرضية
كان سليماني هو من وضع اللمسات الأخيرة على "الممر البري" المهم، بعد أن تمكنت الميليشيات المدعومة من إيران من انتزاع السيطرة على الحدود العراقية السورية. ونتيجة لهذا، تمكنت إيران وحلفاؤها من فرض سيطرة كبيرة على منطقة متواصلة، تمر عبر العراق وسوريا ولبنان. وبعد ذلك، تمكن سليماني وحلفاؤه من العبور من جانب إلى آخر من الحدود،مثل جاسوس محترف، يخترق الجدران بيسر وسرية، إلىأن تعرض هو نفسه لضربة معقدة وعلنية.
وقد مثّل ذلك لإيران قوة كان تأثيرها أكبر من حجمها، فقد خلقت إيران، بكسرها جدران الحدود، قوة متعددة الاستخدامات ليست قادرة فقط على حشد العناصر والموارد من بلد معين، بل أيضا حشد وحدات وميليشيات من جميع البلدان التي تسيطر عليها إيران. وبات بوسع الميليشيات العراقية اليوم أن تقاتل بسهولة إلى جانب أعضاء "حزب الله" اللبناني مع "وحدات الدفاع المحلية السورية" المختارة، ومع اللاجئين الأفغان الذين تحولوا إلى جنود مشاة إيرانيين، وكل ذلك تحت إشراف سليماني.
لقد خلقت إيران بذلك عمقا استراتيجيا لها يتجاوز حدودها، مع ضمان أن لا تحمل إيران عبء شهيتها التوسعية، بينما يتكبد الآخرون خسائر فادحة. وتمكنت إيران، بتوسعها خارج حدودها، من ممارسة الضغط في ثلاثة بحار حاسمة: الخليج، الذي طالما كان الطريق البحري الرئيس الذي تمارس فيه إيران تأثيرها، والمحيط الهندي والبحر الأحمر. وما يثير حيرتنا الشديدة أن العام الذي انهار فيه صرح سليماني بشكل فعال، هو العام نفسه الذي شهدنا فيه أوضح استعراض للقوة الإيرانية، وكان أحدها القدرة على إغلاق نقطة تفتيش بحرية رئيسة تقريبا، باستخدام هجمات بالصواريخ والمسيرات. ولنتخيل الآن، ما الذي يمكن لإيران أن تفعله، وهي تسيطر على ثلاثة بحار، ويمكنها حتى أن تأمل في فعل الشيء نفسه، إذا لزم الأمر، في البحر الأبيض المتوسط. لقد تمكن نظاميتمتع بقوة عسكرية راسخةفوق برّه، أي الجمهورية الإسلامية، من تحقيق ما يتخطى وزنه بكثير، ولا سيما ونحن نعرف أن هذا النظام يواجه معارضة كبيرة من الإيرانيين أنفسهم.
هناك ميل لئلا نرى ما هو أبعد من هذا النجاح العسكري الاستراتيجي، بيدَ أن "الممر البري" مضى أبعد من ذلك. فبعد أن تعرضت إيران لضربة شديدة من العقوبات، سعت دوما إلى ضمان قدرتها على الوصول إلى العالم، أو إلى جزء منه على الأقل. كان "الممر البري" ضمانا طويل الأجل بأن إيران لا يمكن عزلها أبدا. فقد سيطرت على منطقة يمكن أن تكون ممرا للاستثمار والإيرادات، بمساعدة حلفائها من خارج المنطقة. فهذا الممر يقع في منطقة من العالم تشكل مفتاحا للجهود الراهنة التي ترمي إلى ربط العالم على نحو أفضل. كانت طهران تحرص علىأن تكون جزءا من الحوار كلاعب رئيس في المنطقة. قد يشكك الكثيرون (بحق) في قيمتها الحقيقية وإمكاناتها الاقتصادية، غير أننا لن نعرف ذلك أبدا، لفقدانها هذا "الممر البري"، لأن الميليشيات العراقية والقوات السورية المتمركزة في بلدة البوكمال الواقعة على الحدود السورية العراقية، سلكت الطريق الخطأ وفرت إلى العراق، بدلا من أن تذهب للقتال في سوريا.
مفتاح هزيمة إيران يكمن في استراتيجيتها نفسها. فالأطلال لا تصنع إلا ممالك رديئة. ولأن إيران قوة تدير الأقليات، فإن سيطرتها تعتمد على القوة الغاشمة وعلى تماسك القلة، وعلى إشاعة الفوضى والاضطراب عند البقية
كما أن سليماني هو أيضا من وقف وراء إنجاز رئيس آخر، ألا وهو إحضار روسيا إلى المعركة. ففي عام 2015، سافر إلى روسيا وروج هناك لفكرة التدخل الروسي في سوريا، فوافق بوتين في الحال، وسرعان ما ساعدت الطائرات الروسية الأسد وجيشا من وكلاء إيران. فتغيرت دينامية الحرب الأهلية السورية، من هزيمة بطيئة إلى "نصر" تدريجي، بيد أنه انتصار أجوف، كما رأينا. وقد مات هذا الإنجاز أيضا هذا العام، فقد بات الوجود الروسي في سوريا موضع تساؤل الآن، بعد سقوط نظام الأسد.
كما عمل سليماني أيضا، ببنائه هذا "الممر البري"، على تشكيل "حلقة نار" جديدة حول إسرائيل، ومن دون إشراك إيران على نحو مباشر. وفي هذا العام، أجبرت "حلقة النار" هذه إسرائيل على خوض حرب على سبع جبهات، إذ هاجمتها المسيرات والصواريخ قادمة من العراق وسوريا واليمن ولبنان وغزة، كما واصلت إيران تسليح الجماعات في الضفة الغربية، لا بل قررت حتى إطلاق ترسانتها الخاصة على إسرائيل.
فروع شجرة مجوفة
صحيح بالطبع أن مفتاح هزيمة إيران يكمن في استراتيجيتها نفسها. فالأطلال لا تصنع إلا ممالك رديئة. ولأن إيران قوة تدير الأقليات، فإن سيطرتها تعتمد على القوة الغاشمة وعلى تماسك القلة، وعلى إشاعة الفوضى والاضطراب عند البقية.
وإيران كانت (ولا تزال) عرضة لخطر حركات تاريخية كبيرة، كتلك التي رأيناها للتو في سوريا. وهي معرضة دوما لخطر تنفير الأغلبية، بتمكينها للأقليات، وحتى تمكين أقلية داخل الأقلية، ومنح من هم سواها قيمة ضئيلة. وتجلى هذا النفور في مجموعة من الاحتجاجات التي اشتعلت في جميع أنحاء لبنان والعراق في عامي 2019 و2020 للمطالبة بإصلاح "محور المقاومة". لم تكن هذا الاحتجاجات تستهدف إيران مباشرة أو على نحو حصري، إلا أنها هددت النظام الذي سمح لإيران بالتوسع، ومن هنا جاءت حملة وكلاء إيران على تلك الاحتجاجات.
وقد نجحوا في قمعها، وهو ما خنق فرصة إصلاح كان من الممكن لها أن تساعد البلدين في القضاء على الفساد، وتجنب الأزمات العميقة. وهكذا ساهمت إيران أيضا في إذابة الاقتصاد اللبناني والعملة اللبنانية، وهو ما كانت له نتيجة مباشرة على النظام في سوريا، إذ استخدم لبنان كمنفذ رئيس إلى العالم وإلى احتياطيالسيولة النقدية.
تصدعت ركائز الردع الإيراني واستعراض القوة في المنطقة، مثل فروع شجرة مجوفة. فقد تلقى "حزب الله" ضربات قوية، إذ تضررت ضررا كبيرا ترسانة "الحزب" من الصواريخ
في هذا العام، دفع الصراع في غزة إيران ووكلاءها إلى تصعيد هجماتهم على إسرائيل. ومع أن طهران كانت على الأرجح مدركة للمخاطر، فإنها لم تستطع على الإطلاق أن تظل على هامش الصراع في غزة، بعد أن بنت توسعها على نحو فعال على القضية الفلسطينية جزئيا. فسعت الجمهورية الإسلامية وكذلك "حزب الله"، وكيلها الأقوى، إلى إيجاد توازن دقيق بين إنشاء "جبهة إسناد" تظهر دعمهما لـ"حماس" وتجبر إسرائيل على التراجع عن هجومها، وبين تجنب المواجهة الشاملة. وقد استند ذلك إلى افتراض بأن إسرائيل، الدولة التي يزعم "محور المقاومة" غالبا أنها "أوهى من بيت العنكبوت"، لن تصعد الأمور، وستواصل اللعب بأمان وعلى نحو منضبط. إلا أن إسرائيل اقتربت من أعلى درجات التصعيد، عندما قررت إيران، وبعد أشهر من حرب الاستنزاف، أن تنخرط مباشرة في الصراع، وقد كان هذا رهانا محفوفا بالمخاطر، وأدى إلى نتائج عكسية، كما جدد ثقة الجيش الإسرائيلي بقدرته على توجيه ضربة حاسمة لـ"حزب الله" في أعقاب هجومه الانتقامي الفاشل على إسرائيل.
تصدعت ركائز الردع الإيراني واستعراض القوة في المنطقة، مثل فروع شجرة مجوفة. فقد تلقى "حزب الله" ضربات قوية، إذ تضررت ضررا كبيرا ترسانة الحزب من الصواريخ، التي تعد حاسمة في ردع إيران ضد إسرائيل، بينما أزيلت قدرته على شن هجوم مشابه لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول (الجزء الرئيس الآخر من ردع إيران ضد إسرائيل). وردت إسرائيل على الهجمات الإيرانية المباشرة بتدمير الدفاع الجوي الأكثر فعالية لدى إيران، بينما ألحقت أضرارا بأجزاء مهمة من برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وربما حتى بجزء من برنامجها النووي السري. فمهدت إسرائيل بذلك الطريق لنفسها أيضا، كي تشن مزيدا من الهجمات التي يمكن أن تلحق أضرارا أكثر شمولا.
سقوط الأسد مأساة لإيران
ولم تأتِ الضربة القاضية من عدو إيران المعلن، إسرائيل، بل من المعارضة السورية، التي أنفق "محور المقاومة" أكثر من عقد من الزمان في محاربتها. وكان زعيم "حزب الله" الراحل حسن نصرالله قد حذر في بيان صدر عام 2015، من أن نظام الرئيس بشار الأسد لا يمكن أن يسقط، وإلا فإن "حزب الله" نفسه و"محور المقاومة" سوف يسقطان أيضا. وهذا التصريح، الذي أفاد حينها في إضفاء الشرعية على استمرار مشاركة "حزب الله" في الحرب في سوريا، كان ولا يزال صحيحا تماما. فسوريا هي من جعلت المحور بأكمله أكثر تماسكا، ليس فقط بوصفه فسيفساء من الميليشيات المختلفة، بل كمجال نفوذ متماسك محدد جغرافيا.
لعل طهران أصيبت بالذهول من السرعة التي سقط بها النظام، وهي ذاتها شهادة على خواء نظام الأسد، فحاولت استخدام الاتصالات الدبلوماسية عبر تركيا وروسيا للتأكد من أن المتمردين لن يتمكنوا من فعل ما فعلوه في النهاية. وعند اجتماع الدول الثلاث التي كانت جزءا من "صيغة آستانه" السابقة، كان الأوان قد فات كثيرا. فقد انتصر المتمردون في أكثر من عشرة أيام بقليل، بحرب استمرت أكثر من عقد من الزمان.
سقوط الأسد مأساة لإيران. فمن الناحية الجغرافية، تفكك محور المقاومة مرة أخرى، ولم يعد قادرا على إحداث تأثير أكبر من حجمه الفعلي
سقوط الأسد مأساة لإيران. فمن الناحية الجغرافية، تفكك "محور المقاومة" مرة أخرى. ولم يعد قادرا على إحداث تأثير أكبر من حجمه الفعلي، بجعله القوات في أجزاء مختلفة من "الممر البري" تعمل معا. أما روسيا، شريكة إيران في مخططاتها، فهي في طريقها إلى الخروج من سوريا. ومن غير المؤكد مطلقا إن كانت روسيا ستتمكن من الاحتفاظ بقاعدتها البحرية هناك، وأن توفر الطائرات الروسية بعد الآن غطاء جويا للميليشيات المرتبطة بإيران، وأن تقاتل القوات الخاصة الروسية، جنبا إلى جنب مع جنود المشاة الإيرانيين ووكلاء طهران، بما في ذلك "حزب الله".
كما أنهى السقوط أي أمل في أن تستفيد إيران اقتصاديا في نهاية المطاف من الأزمة السورية. فقد أنفقت إيران ما بين 30 إلى 50 مليار دولار دعما للأسد. وكانت تخطط لاسترداد هذه التكلفة الهائلة، بل حتى أملت في توليد دخل لها، بالاستيلاء على عدد من المرافق في شرق ووسط سوريا، من النفط والفوسفات إلى البنية التحتية والاتصالات وحتى الزراعة. وليس من الواضح هل ستتمكن إيران من توليد عائدات كافية لتعويض كلفة تدخلها، غير أنه من الواضح أن كل هذه المشاريع وخطوط الإيرادات كانت تعتمد على بقاء الأسد في السلطة. وكان من الممكن أن يسيطر "الحرس الثوري" بنفسه وعلى نحو فعال على الكثير من هذه المشاريع، التي كان يمكن ضخها بعد ذلك مرة أخرى في آلة الحرب الإيرانية، وضمان استمرار العناصر الأكثر تطرفا داخل الجمهورية الإسلامية في ترسيخ سلطتها.
ما الذي يحمله المستقبل
فقدت إيران في غضون بضعة أشهر، بعض ركائز ردعها سواء في مواجهة إسرائيل أو في مواجهة قوى خارجية، كالولايات المتحدة. ولم يعد بوسعها الاعتماد على ترسانة "حزب الله" من الصواريخ، ولا على جيش مندمج من الميليشيات التي يمكنها أن تعمل معا عبر الحدود، مثلما فقدت أيضا بعضا من أكثر دفاعاتها الجوية كفاءة، وأظهرت أن ترسانتها الصاروخية غير كافية لتحل على نحو فعلي محل المكونات الرئيسة الأخرى. واحد من المكونات المتبقية لإيران هو موقعها الجغرافي الحاسم حول الخليج، وقدرتها على إغلاقه إذا لزم الأمر. كما يظهر "الحوثيون" قدرتهم على خنق عقدة عالمية أخرى، مما يعني أن إيران لا تزال تتمتع بروافع لنفوذها.
إلا أنه من المرجح أن يدفع موت إرث سليماني إلى إعادة التفكير فيما يمكن لإيران أن تفعله. ويتوقع البعض اندفاعا محموما منها نحو إنتاج القنبلة النووية، وهو أمر ممكن وإن كان محفوفا بالمخاطر، لأن إيران لم تكن قط أكثر عرضة للهجمات الأجنبية كما هي عليه اليوم. وبشكل عام، أظهرت الجمهورية الإسلامية صبرا استراتيجيا، وهي تبني "محور المقاومة"، وقد تظهر هذا الصبر مرة أخرى في إعادة بناء القطع المكسورة من المحور وإعادة ترتيبها. إلا أن نظام الملالي لم يواجه أيضا من قبل قط انهيار مشروع مهم مثل "محور المقاومة"، وقد يكون هناك الكثير من أصابع الاتهام في طهران، وقد يكون هذا الصراع الداخلي هو الذي سيشكل مستقبل إيران.