قال المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، في حديث إلى "المجلة"، إنه ذاهب إلى دمشق، ملمحا إلى نيته "التحدث" إلى "هيئة تحرير الشام". وقال: "مهمة الأمم المتحدة هي التحدث مع جميع الأطراف، بما في ذلك (هيئة تحرير الشام)".
وتابع بيدرسون: "نحن نتعامل مع وجود حكومة مؤقتة. خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، نهدف إلى التعاون مع الأطراف السورية للتحضير لترتيبات انتقالية". وأوضح ردا على سؤال: "إذا نفذت (هيئة تحرير الشام) ما تقول إنها تنوي القيام به– وتحديدا تعزيز عملية شاملة تضمّ جميع المجتمعات والأطراف السورية– فربما يكون الوقت قد حان لإعادة النظر في تصنيفها".
وكان وزراء خارجية "مجموعة الاتصال العربية" وعدد من الدول العربية اجتمعوا في العقبة الأردنية قبل لقائهم مع وزير خارجية أميركا أنتوني بلينكن. وأكدوا في بيان الوقوف إلى جانب الشعب السوري وخياراته، و"دعم عملية انتقالية سياسية سورية–سورية جامعة". كما أكدوا دعمهم "دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254".
وقال بيدرسون ردا على سؤال: "هناك مبدآن أساسيان مضمنان في القرار الدولي. الأول أن يكون الانتقال السياسي في سوريا بقيادة الشعب السوري نفسه. أما المبدأ الثاني، فهو التأكيد على حماية سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، وهو مبدأ لا يزال ذا صلة حتى اليوم".
وبسؤال بيدرسون عن سرعة سقوط نظام بشار الأسد ووصول "هيئة تحرير الشام" إلى دمشق، أجاب أن جميع الأطراف فوجئت بما حصل، مستبعدا وجود صفقة إقليمية–دولية لإسقاط الأسد. وقال: "إن كانت هناك صفقة، فلم يبلغني بها أحد. وبصراحة، سأكون متفاجئا جدا لو أن هناك مثل هذه الصفقة. أعتقد- كما ذكرت في البداية- أن الجميع أُخذ على حين غرة، حين انتهت الأمور فعليا بهذا الشكل في دمشق".
وهنا نص الحديث الذي جرى في مكتب بيدرسون في جنيف:
* توقيت هذه المقابلة مناسب للغاية. جميعنا نعلم أنه خلال الأيام الاثني عشر الماضية، الأسبوعين الأخيرين، حدثت تغييرات هائلة في دمشق. ما قراءتك لما حدث؟
- بصراحة، لا يمكن إنكار أننا جميعا فوجئنا بما حدث. أعتقد أن السوريين تفاجأوا، بل إنني أعتقد أن الجماعات المسلحة نفسها التي أصبحت الآن في دمشق كسلطات الأمر الواقع قد فوجئت أيضا بسرعة ما حدث. لا أعتقد أن أحدا توقع انهيار الجيش السوري بالطريقة التي حدثت بها، وعدم تدخل روسيا أو إيران بشكل فعلي، أيضا. وهكذا، بعد وصولهم إلى حلب خلال فترة قصيرة جدا، ثم انتقالهم إلى حماة وحمص، ومن ثم دمشق في غضون 14 يوما، كان الأمر أشبه بالعاصفة وهكذا، لم أكن وحدي من فوجئ، فالعالم كله كان متفاجئا، كما أعتقد.
* أعتقد أنك كنت في الدوحة بعد اجتماعات آستانه، عندما دخلت الفصائل الى دمشق وسقط النظام. والآن، ثمة نظرية تقول إن صفقة ما قد عُقدت قبل الهجوم الذي شنته "هيئة تحرير الشام"، وأن هناك نوعا من التفاهم بين الأطراف الثلاثة المعنية. ما تعليقك على ذلك؟ هل كانت هناك أي صفقة قبل بدء الهجوم؟
- حسنا، إن كانت هناك صفقة، فلم يبلغني بها أحد. وبصراحة، سأكون متفاجئا جدا لو كان هناك مثل هذه الصفقة. أعتقد أن الجميع، كما ذكرت في البداية، أن الجميع أُخذ على حين غرة، حين انتهت الأمور فعليا بهذا الشكل في دمشق. أنا متأكد من أن هناك نظريات مختلفة حول ما يمكن أن يكون قد حدث بالفعل، ولكن خلال محادثاتي في الدوحة، مع الأتراك والإيرانيين والروس، ثم مع وزراء الخارجية العرب، لم يكن ثمة مؤشرات على وجود صفقة قبل بدء الهجوم. بل وأعتقد أن مفاجأة الروس كانت أكبر بشكل خاص حين رأوا الجيش السوري لا يقاوم بشكل جاد. وأعتقد أن الإيرانيين قد تفاجأوا بدورهم. وأحسب أن ما جرى بحلول يوم السبت كان إدراكا جماعيا بأن الأمور قد بلغت غايتها. ومع ذلك، فإن السرعة والزخم الكبير للتحركات العسكرية للجماعات المسلحة هما ما أنهى القصة بشكل حاسم. هذه قراءتي للأحداث. ولكن، من يدري؟ فقد أكون مخطئا.
مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا #غير_بيدرسون في حوار خاص مع #المجلة: مزيج من العوامل كانت وراء سقوط النظام السوري، ونظام #الأسد لم يشارك في أي مناقشات سياسية @ibrahimhamidi@GeirOPedersen#حوارات_المجلة pic.twitter.com/gZlz77fl2B
— المجلة (@AlMajallaAR) December 13, 2024