في بداية ديسمبر/كانون الأول، نشرت "المجلة" بنود نص الاتفاق بين حركتي "فتح" و"حماس" الذي جرى التوافق عليه في العاصمة المصرية القاهرة، بعد ثلاث جلسات نقاش وحوار برعاية مصرية. حيث تنص مسودة الاتفاق، على تشكيل "لجنة إسناد مجتمعي" لإدارة قطاع غزة في اليوم التالي للحرب، وتشرف على عملية إعادة الإعمار وتقديم الخدمات، بحيث تصبح فاعلة بعد صدور قرار من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وبالرغم من مرور أكثر من عشرة أيام على نشر مسودة الاتفاق، فإنه لم يصدر عن مصر أو السلطة الفلسطينية أي موقف أو إعلان رسمي حول ما جرى الاتفاق عليه، فيما أعلنت "حماس" وفي بيان رسمي نُشر عبر منصاتها الرسمية، عن موافقتها على ما جرى الاتفاق عليه بعد إجرائها مشاورات مع قيادات فلسطينية، ودون أن يوضح البيان تفاصيل الاتفاق، فيما هاجم أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب خلال مؤتمر صحافي، ما يدور حول الاتفاق عن تشكيل لجنة مجتمعية، مؤكدا أن "هذه اللجنة مقدمة لتكريس الانقسام الفلسطيني".
وشدد أمين سر حركة "فتح" أن "هناك ثلاثة أسس يجب أن نحافظ عليها وهي: وحدة النظام السياسي الفلسطيني، ووحدة الجهاز الخدماتي للشعب الفلسطيني، ووحدة الفعل النضالي، وهو ما يجعل من أي حديث وأي جهد خارج هذه الركائز بمثابة خطأ، وأي استجابة لأي صيغة هي تكريس لهذا الاحتلال"، متمنيا على قيادة "حماس"، الترحيب بعودة السلطة والحكومة الفلسطينية بهدف تحمل مسؤوليتها دون أي شروط، تحقيقا لوحدة الأرض والنظام الفلسطيني السياسي.
وتنص مسودة الاتفاق على الحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية "قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية" القائمة على حدود عام 1967، والتأكيد على عدم فصل قطاع غزة عن الأراضي الفلسطينية وضمان التواصل بين جميع الأطراف السياسية مع السلطة الفلسطينية.
الوثيقة التي جرى التوافق عليها، والمكونة من صفحتين، نصت على تشكيل لجنة دعم وإسناد وطنية من الجهات المحلية الفلسطينية تتكون من 10–15 عضوا من الشخصيات الوطنية المستقلة والمهنيين ذوي الكفاءات، حيث يتمثل دورهم في إدارة القطاع، والعمل على إدارة المجال الصحي والاقتصادي والتعليمي والزراعي وأعمال الإغاثة ومعالجة آثار الحرب والإعمار، وذلك وفق الأنظمة والقوانين المعمول بها فلسطينيا.
وتقع من ضمن مهام اللجنة، العمل على تشغيل معبر رفح البري مع مصر، والعمل على تشغيل المعابر مع الجانب الإسرائيلي، وفق اتفاقية المعابر لعام 2005، التي تم الاتفاق عليها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وتنص على تشغيل معبر رفح البري بوجود مُراقبين أوروبيين في الجانب الفلسطيني من المعبر، فيما تعود مرجعية لجنة الإسناد للحكومة الفلسطينية.