دقت زيادة أسعار خدمات الإسعاف غير الطارئة في مصر ناقوس الخطر، بعدما تجاوزت حاجز الـ300 في المئة، لتضرب على وتر الأوجاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المصريون جراء ضغوط سياسات صندوق النقد الدولي التي يرونها مجحفة. الشعور العام في البلاد أنه في كل مرة تزور القاهرة بعثة للصندوق، لمناقشة برنامج الإصلاح الاقتصادي ومراجعته لصرف شريحة جديدة من القرض، تنزلق معها شرائح جديدة من المواطنين إلى معاناة أشد.
لكن عندما تتعلق الزيادات بمرفق حيوي يهم غالبية الشعب المصري، الذي تضطره الأقدار للاستعانة بسيارات الإسعاف في الحالات الصحية الطارئة وغير الطارئة، يجد أن هذه الخدمة لم تسلم من ارتفاعات الأسعار غير المبررة. فقد كانت هذه الخدمات تُقدَّم حتى وقت قريب مجاناً للحالات الطارئة، وبتكاليف زهيدة لغير الطارئة. وواجهت هذه الزيادات، بما في ذلك التعاقدات والتأمينات، العديد من الانتقادات، التي تأتي في سياق سياسة إلغاء الدعم ورفع أسعار المنتجات والخدمات الحكومية.
وفي ظل مطالبات بأن تكون بعض هذه الخدمات الصحية والإسعافية مجانية، ارتفعت تكلفة خدمة الإسعاف غير الطارئ إلى مستويات تصل في بعض الحالات إلى تسعة آلاف و100 جنيه (195 دولاراً).