تُتلى خلال الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري المرافعات النهائية للمدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، ضد المتهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور، علي محمد علي عبد الرحمن، المعروف بــ"علي كوشيب"، بمقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بهولندا.
محامي الدفاع
قبل أسبوعين تقريبا أتيح لي، مع مجموعة من الصحافيين السودانيين، أن نتلقى إحاطة من محكمة الجنايات الدولية في مقابلة عبر الفيديو، بشأن وقائع محاكمة المتهم السوداني علي كوشيب. من ضمن المتحدثين من جهة المحكمة كان ممثل هيئة الدفاع، السيد سيريل لوتشي، الذي استوقفني بمجرد ظهوره على شاشة العرض، بمظهره اللامبالي، وأمارات السخرية التي تكسو وجهه وتكاد تعانق آذان وأعين مستمعيه. لفتني الرجل بطريقته الغريبة في الحديث التي تمزج بين الجدية والهزل، وهو يحاول منذ بداية كلامه أن ينفي أي صلة بين موكله والجرائم الكبرى المرفوعة ضده.
مغالطة الاسم
بدا السيد لوتشي على غير صلة بالواقع السوداني، وغير ملم بالسياق الذي نشأ فيه المتهم والبيئة التي أنتجته وقدمته باتجاه المحكمة، بينما قدمت آخرين في طرق أخرى أكثر سماحة وجمالا. السيد لوتشي وهو يبرز الملامح العامة لمرافعته النهائية، توقف كثيرا عند أربع "مغالطات" عدها مثيرة للدهشة، ومبنية على الإرباك، وبالتالي ناسفة لكل التهم الموجهة إلى موكله.