عرف العالم الحديث مدينة حماة السورية ليس لأي إنجاز علمي أو ثقافي، ولا لأي مؤتمر دولي، وإنما بسبب شلالات الدم التي سالت في شوارعها سنة 1982، يوم وقوع المواجهات الدامية بين الرئيس السوري حافظ الأسد و"الإخوان المسلمين".
وبعد تدمير جزء كبير من أحياء المدينة، غابت حماة عن التداول الجمعي العالمي، لتعود مع مظاهراتها الضخمة المطالبة بإسقاط النظام سنة 2011 واليوم بعد سقوطها بيد "هيئة تحرير الشام" وإخراج حكم حزب "البعث" منها والمستمر منذ سنة 1963. تطوي حماة صفحة أخرى من صفحات تاريخها الطويل العائد إلى ما قبل الميلاد، ويتوقع كثيرون أن يزورها زعيم "الهيئة" أبو محمد الجولاني، كما زار حلب قبل أيام، وفي الأوساط المؤيدة له يشبهون دخوله حماة "فاتحاً" بدخول أبو عبيدة بن الجراح إليها في عصر الفتح الإسلامي.
حماة وآل العظم
تعاقب على حماة حكام كثر وصولاً إلى العثمانيين الذين احتلوا سوريا سنة 1516 واعتمدوا على عائلة العظم الحموية لحكمها في القرن الثامن عشر. أشهرهم وأقواهم كان أسعد باشا العظم، والي دمشق في السنوات 1743-1757.