استحوذ هجوم الفصائل السورية المسلحة في شمال غربي سوريا، واستمرارها في التقدم باتجاه مناطق أخرى جنوبا، على اهتمام الصحافة الإيرانية، التي تناولته من خلال تقارير إخبارية، وتحليلات ومقالات. فإلى جانب اتهام تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة بدعم الفصائل المسلحة، فقد تطرقت الصحافة الإيرانية إلى سيناريو محتمل للهجوم على دمشق، كما اعتبرت أنّ الهدف التالي في حال سقطت الحكومة السورية سيكون إيران نفسها. وتحدثت أيضا عن احتمال حدوث خيانات في صفوف الجيش السوري في تفسير تراجعه أمام تقدم الفصائل المسلحة. كما دعت "محور المقاومة إلى التدخل بسرعة، مع تنظيم استراتيجية جديدة للتصدي لهذه المؤامرة الكبيرة".
وقد نشرت صحیفة "اطلاعات" مقالا لـ"محمد علي مهتدي" بعنوان "هل سيأتي الدور على إيران بعد سوريا"؟ في عددها الصادر 11 ديسمبر/كانون الأول، حيث يرى كاتب المقال أن "هناك مؤامرة كبيرة ومدروسة من قبل الولايات المتحدة، وإسرائيل، وربما بعض دول المنطقة، بهدف العمل على انهيار محور المقاومة، وإحداث تغييرات جيوسياسية في المنطقة، وإذا نجحت هذه المؤامرة، فإن الجمهورية الإسلامية ستكون الهدف التالي المباشر على القائمة".
وأشارت الصحيفة إلى عدة محاور مهمة في هذا الإطار "وهي: 1- هناك ثلاث دول على الأقل، هي الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا تلعب دورا في التطورات الجارية، فرئيس الوزراء الإسرائيلي يقفز من شجرة إلى أخرى، وها هو يبذل كل جهده لكسر جبهة سوريا بعد غزة ولبنان، حيث إن هدفه قطع طريق الإمداد عن (حزب الله) اللبناني من خلال سوريا. 2- توفير تركيا لخطوط الإمداد والخدمات اللوجستية للفصائل المسلحة... لقد طلب أردوغان عدة مرات في السابق أن يلتقي بشار الأسد، وأن يجري معه مفاوضات، غير أن الأسد رفض ذلك، بسبب أن الجيش التركي يحتل أراضي سورية، فضلا عن أن العمليات التي تشنها تركيا في الوقت الحالي تنتهك اتفاقيات (آستانه). 3- إن إرسال قوات عسكرية من مختلف المناطق إلى حلب خطوة خطيرة، لأنه قد يؤدي إلى تدخل أردني من منطقة درعا، كما أن الولايات المتحدة قد ترسل القوات الكردية المدعومة منها (قسد) في شرق الفرات، للهجوم على دمشق، وقد تلتقي كل هذه القوات إلى جانب مقاتلي (هيئة تحرير الشام) في طريقها لتنفيذ هجوم بري على دمشق".
واعتبرت أنّ التطورات في سوريا، "تأتي في الوقت الذي تهدد فيه إسرائيل العراق باحتواء المقاومة، للحد من هجماتها على إسرائيل، وإذا لم تنجح الحكومة العراقية في ذلك، فستقوم المسيرات الإسرائيلية بشن حملة اغتيالات بحق قادة (الحشد الشعبي) وفصائل المقاومة، على غرار ما جرى مع (حزب الله) في لبنان، ولذلك يجب على محور المقاومة التدخل بسرعة، مع تنظيم استراتيجية جديدة للتصدي لهذه المؤامرة الكبيرة".