يواجه اقتصاد إسرائيل تحديات خطيرة بسبب الحرب مع "حماس" و"حزب الله". فقد ارتفعت النفقات العسكرية، مما دفع عجز الموازنة إلى 8,3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، في حين تأثرت قطاعات رئيسة مثل شركات التكنولوجيا سلبا نتيجة نقص العمالة والاضطرابات. ويلوح في الأفق عدم يقين المستثمرين، وتفاقم التضخم، ومخاوف من ضياع النمو الذي حققته إسرائيل خلال عقد من الزمن، مما يهدد الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.
الاقتصاد الإسرائيلي، الذي كان يُعتبَر ذات يوم مثالا للنمو والابتكار التكنولوجي، يواجه الآن أزمة غير مسبوقة، مدفوعة بأطول نزاع مع "حماس" وحرب اعتبرت الأشد مع "حزب الله". فقد ألحقت الحرب، التي بدأت بهجوم "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أضرارا اقتصادية جسيمة بكل القطاعات تقريبا، وهزّت الأسس المالية لإسرائيل. وما كان ذات يوم اقتصادا مزدهرا مع قطاع تكنولوجي قوي وأداء مالي عام مستقر، يتعرّض الآن إلى ضغوط هائلة، مع ارتفاع النفقات العسكرية، وانخفاض الاستثمارات الأجنبية، واضطرابات العمالة التي تشكل تهديدات وجودية للاستقرار الاقتصادي في الدولة العبرية.
وفق ياكوف شينين، الخبير الاقتصادي ومستشار رؤساء وزراء ووزراء إسرائيليين على مدار عقود من الزمن، قد تصل التكلفة الإجمالية للحرب إلى 120 مليار دولار. وتقدّر وزارة المالية الإسرائيلية تكاليف الأعمال العسكرية اليومية بنحو 130 مليون دولار، فيما تحدّد وزارة السياحة خسائر القطاع بـ5 مليارات دولار بعدما تراجعت أعداد السياح بنسبة 78 في المئة منذ بداية الحرب.