أعلنت أكاديمية الأوسكار لفنون وعلوم السينما الأميركية الخميس 21 نوفمبر/ تشرين الثاني قائمتها الطويلة للأفلام المتنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي في دورتها الـ 97، على أن تُعلن القائمة القصيرة في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الحالي.
بين هذه الأفلام سبعة أفلام عربية، أعلنت بلدانها ترشيحها رسميا لمسابقة الأوسكار فئة أفضل فيلم أجنبي عام 2025 (أو أفضل فيلم أنتج خارج الولايات المتحدة، وناطق بلغة غير إنكليزية). هذا الترشيح الرسمي هو أقرب الى نوع من المنتخبات السينمائية، إذ تختار كل دولة الفيلم الذي تراه معبرا عن صوتها السينمائي وقادرا على المنافسة الدولية. وهذا العام تقدمت فلسطين ولبنان والعراق والجزائر ومصر والمغرب وتونس، بأفلامها.
وأيا كانت نتيجة هذه الترشيحات الأولية، فهي تظل خطوة لتشجيع السينمائيين العرب من ناحية على العمل والاستمرار، ومن ناحية ثانية لترويج هذه الأعمال بين جمهور العالم العربي، الذي سينجذب بالطبع لهذا الاقتران بين اسم الأوسكار وعناوين أفلام يعرفها، وتتكلم لغته.
من بين هذه الأفلام ما هو قصير، كمجموعة الأفلام الفلسطينية التي تُشكِّل شريطا واحدا طويلا، "من المسافة صفر"، لعدد من صُنّاع السينما الفلسطينيين وإشراف رشيد مشهراوي، وفيلم "ميسي بغداد" الطويل المأخوذ عن فيلم قصير للمخرج العراقي سهيم عمر خليفة، ومنها الروائي الطويل، كالجزائري القائم على وقائع حقيقية "196 مترا" للمخرج شكيب طالب بن دياب، وهناك الفيلم التجاري المصري الذي حقق نجاحات في شباكي التذاكر المصري والسعودي، "الرحلة 404"، من إخراج هاني خليفة، ثم هناك "الجميع يحب تودة" لمخرجه المغربي نبيل عيوش، الذي عُرِض أولا في فئة "بريميير" ضمن الدورة الماضية لمهرجان "كان" السينمائي، وكان أول عمل سينمائي مغربي يصل إلى هذه المشاركة.
في السطور التالية، نتوقف أمام هذه الأعمال، تُرى ما كانت همومها وتطلعاتها؟ ما نقاط قوتها، في المنافسة الصعبة المنتظرة، وكذلك ما نقاط ضعفها؟
"من المسافة صفر"... في قلب غزة
وسط الظرف السياسي والإنساني الصعب، الذي تمرّ به غزة، ويعايش الشعب الفلسطيني قسوته التي تفوق أشد أفلام الرعب ظلمة، يأتي هذا الفيلم، أو مجموعة الأفلام، لتُثبت أن السينما هي أيضا صوت لمَنْ يُراد إسكات أصواتهم، وهي كذلك أداة في يد مَنْ لا يملكون الإمكانات لصناعة البروباغندا، بما أن السينما في الأصل فن، فن سابع، أي جماع الفنون التي تسبقها. من هنا يمكن النظر إلى "من المسافة صفر" على أنه أحد أهم الترشيحات العربية هذا العام، على مستوى الموضوع بالطبع، لكن أيضا على مستوى مفهوم الفن ووظيفته. المشروع من تمويل الأردن وقطر وفلسطين، وقد وضع الموسيقى له الموسيقار نصير شمة.