انهارت قوات دمشق والميليشيات الإيرانية بشكل مفاجئ في شمال سوريا ووسطها، عقب إطلاق "هيئة تحرير الشام" وفصائل أخرى عملية عسكرية جديدة أطلق عليها اسم "ردع العدوان".
وجال موفد "المجلة" في حلب بعدما، بسطت الفصائل سيطرتها على حلب شمال سوريا وتوغلت في وسط حماة عقب مواجهات محدودة وإنسحابات كبيرة لقوات دمشق من هاتين المحافظتين.
فما أهم الفصائل المشاركة؟ وما عدد العناصر؟ ولماذا غيرت أهدافها؟ وما مساحة المناطق التي تسيطر عليها حاليا؟
مساء يوم الجمعة 29 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن القائمون على إدارة العمليات العسكرية التابعة لفصائل المعارضة وأبرزها "هيئة تحرير الشام"، بسط السيطرة والنفوذ على كامل مدينة حلب، التي تبعد 310 كيلومترات عن العاصمة السورية دمشق، ضمن عملية عسكرية أُطلق عليها "ردع العدوان"، ضد قوات دمشق والوجود الإيراني في المنطقة.
العملية العسكرية للمعارضة، كسرت في يومها الأول من انطلاقها في 27 نوفمبر الخطوط الدفاعية لقوات دمشق وإيران وسقوط الفوج 46 الذي كان يعد ترسانة النظام العسكرية المتقدمة من خطوط التماس مع مناطق المعارضة عقب اشتباكات عنيفة خسر فيها الطرفان نحو 200 عنصر بين قتيل وجريح.
لم تقف عملية "ردع العدوان" عند حدود أحياء مدينة حلب السكنية والتي تبلغ مساحتها 190 كيلومترا مربعا، ولكن واصلت فصائل المعارضة المقاتلة تقدمها باتجاه مطارها الدولي الذي يبعد نحو 10 كيلومترات شرقها، عقب مواجهات عنيفة مع قوات دمشق والميليشيات الإيرانية والمحلية المساندة والتي أفضت إلى انسحاب الأخيرة نحو منطقة السفيرة 30 كيلومترا جنوب شرقي مركز مدينة حلب، حيث معامل الدفاع ومستودعات النظام العسكرية، وتعلن بعدها المعارضة أن محافظة حلب ومطارها الدولي خاضعان تماما لسيطرة المعارضة.
وفي الوقت الذي جرت فيه مواجهات عنيفة بين الفصائل من جهة، وقوات دمشق والميليشيات الإيرانية داخل مدينة حلب وشرقها من جهة ثانية، قبيل الإعلان عن السيطرة عليها بالكامل، كانت فصائل أخرى معارضة تتقدم في الأجزاء الجنوبية والشرقية في محافظة إدلب، وتمكنت من بسط نفوذها على مدن "معرة النعمان وكفرنبل والجزء الجنوبي في جبل الزاوية، والجزء الشرقي من محافظة إدلب، مع قطع الطريق الدولي حلب- دمشق (إم 5) لتتمدد بعد ذلك إلى داخل محافظة حماة وسط سوريا، وتحكم المعارضة سيطرتها على الجزء الشمالي والغربي والشرقي من محافظة حماة، مع دخول الاشتباكات إلى داخل أسوار محافظة حماة، في الوقت نفسه رصدت المعارضة انسحابا كبيرا لقوات دمشق من مواقعها العسكرية على أسوار مدينة حماة ومطارها العسكري نحو محافظة حمص، مما سهل على فصائل المعارضة التقدم نحو مركز مدينة حماة والإعلان عن السيطرة الكاملة على المدينة.